الصحوة – سليمة بنت عبدالله المشرفية
تدور أحداث رواية الأعتاب حول شخصية الرفيق (مستهيل) الذي انضم إلى الثورة اليسارية في ظفار وكان عضو بارزا فيها فكان ذلك تعويضا له يغض النظر عن كونه(جديحة بحر) أي أنه لا يعرف لأبيه أصل في ظفار ، ومع كثرة التجاوزات في الإعدامات وعمليات التعذيب التي تقوم بها الجبهة يفر مستهيل منها بنفسه وينفذ بجلده ليبدأ فصل جديد في حياته من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين!
ينطلق مستهيل العفّار في رحلة إيمانية من نوع فريد حيث يألف الأذكار والأوراد الدينية باحثا عن جده بأمر من أبيه الذي يزوره في المنام منطلقا من ظفار إلى مطرح إلى بلاد الصومال إلى فرنسا وفي كل محطة من محطات هذه الرحلة المثيرة يلتقي بشخصيات الرواية المختلفة من كافة البلدان والذين يكشف لهم مستهيل أسرارهم بمجرد النظر إليهم للشفافية العميقة التي يستشف بها ما خُفي من غيوب ولطف من أستار
كما أنه يحظى بزيارات نورانية من أشخاص من أزمنة غابرة تحدد له وجهته في البحث عن جده !
يمضي مستهيل في رحلته هذه دون خطة واضحة ولا زاد دنيوي محدد بل يعيش لحظاته لحظة بلحظة دون تفكير ولا هم سوى أنه يمضي باحثا عن جده الذي لا يعلم محله ولا مكانه سوى بإشارات يحظى بها من الزيارات النورانية في كل محطة من محطات رحلته تلك من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب والعودة لاحقا إلى الشرق بالعودة إلى مصر ثم السودان
وفي السودان وتحديدا في مقاطعة دارفور يلتقي العفار بجده الذي يقص له حكايته المثيرة في تفرّق عائلته في أنحاء البلاد المختلفة ، وكأن الكاتب يعني بذلك الإنسان العربي الذي تفرق نسله في اثنتي وعشرين دولة عربية لكنه يبقى الأصل واحد والدم الذي يجري في العروق واحد كذلك الهدف في قيادة البشرية نحو الخير والعدل والصلاح واحد
ثورة مستهيل في ظفار وحركات الفتح الإسلامي التي انطلقت في الشرق والغرب واحدة من حيث مقصدها في نشر مبادئ العدل وترسيخ حريات الشعوب المستعبدة رغم التجاوزات الغير مستساغة هنا وهناك والتي تقود بالثورات الرامية إلى الإصلاح نحو الهاوية وتقضي على مبادئها بمطامع بعض قادتها !
يقود الكاتب الأستاذ محمد قراطاس القارئ من تشويق إلى آخر في روايته تلك وكأنه يصعد به من جبل إلى آخر في رحلة مثيرة باذخة الخيال ليكتشف في نهاية المطاف أن الرحلة تلك مجرد منام من منامات مستهيل بطل الرواية ، وفي المنام ذاك يستعرض الكاتب أفكاره المفعمة بالخيال الخصب والحب الإلهي الذي به رواء النفوس ودليل الهائمين على وجه الحياة الباحثين عن الخلاص في رحلة الإخلاص على أعتاب المحبة والأنوار.