الصحوة – تنطلق غدا، الأربعاء، أعمال حلقة العمل الاستهلالية لمشروع بناء بيئة مرنة وموارد مستدامة في قطاعي الزراعة والمياه للتكيف مع التغيرات المناخية تحت رعاية معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي، وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه. وتستمر ليوم واحد وذلك بمقر هيئة الطيران المدني
الهدف من الحلقة
تهدف الحلقة إلى تعريف المسؤولين والمختصين وأصحاب الشأن والمهتمين في قطاعي الزراعة والمياه بأهداف وأنشطة مشروع بناء بيئة مرنة وموارد مستدامة في قطاعي الزراعة والمياه للتكيف مع التغيرات المناخية.
أوراق عمل
وتشمل الحلقة على جلسات عمل للمشاركين لمناقشة مختلف الجوانب المتعلقة بالمشروع والاستماع الى آرائهم بشكل تشاركي في هذه المرحلة المبكرة للانطلاق بالمشروع لتحقيق أهدافه بمشاركة الجميع.
الشراكة في المشروع
وسيقوم مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بمسقط بمهمة تنفيذ المشروع بالتعاون مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وهيئة الطيران المدني ضمن إطار الشراكة الناجحة التي تجمع المنظمة مع الصندوق الأخضر للمناخ خلال السنوات الماضية.
الصندوق الأخضر للمناخ
ويأتي تنظيم الحلقة في إطار، توقيع سلطنة عمان اتفاقية مع صندوق المناخ الاخضر لتنفيذ مشروع حيوي وهام يهدف الى بناء بيئة مرنة وموارد مستدامة في قطاعي الزراعة والمياه للتكيف مع التغيرات المناخية.
وحسب الموقع الالكتروني لمنظمة “الفاو” أن الصندوق الأخضر للمناخ (GCF) هو أكبر صندوق عالمي مخصص للمساعدة في مكافحة تغير المناخ، وقد تم تأسيسه من قبل 194 دولة من الأطراف المعنية في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) في عام 2010، ويهدف إلى “تقديم مساهمة كبيرة وطموحة في الجهود العالمية نحو تحقيق الأهداف التي حددها المجتمع الدولي لمكافحة تغير المناخ
وتعتبر حلقة العمل هذه إيذانا بانطلاق أنشطة المشروع التي تتضمن اجراء دراسات فنية وجمع البيانات والإحصاءات المتعلقة بتأثير التغيرات المناخية على قطاعي الزراعة والمياه وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة ورصينة وتنظيم العديد من الحلقات التدريبية لرفع قدرات العاملين في هذا المجال وندوات تضم الخبراء والمختصين لمناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة للتعامل مع آثار التغير المناخي بالإضافة الى انتاج مجموعة من النشرات الارشادية للمزارعين والمهتمين تتناول الممارسات الزراعية الجيدة تحت ظروف التغير المناخي الى جانب العديد من الأنشطة الأخرى خلال فترة تنفيذ المشروع.
التغير المناخي
تمثل ظاهرة التغير المناخي الناجم عن ارتفاع مستوى الانبعاثات الغازية المصاحبة للأنشطة الصناعية والبشرية، وانحسارها ضمن الغلاف الجوي لكوكب الارض، تحديات جمة لمستقبل الحياة على سطح هذا الكوكب.
وقد تسببت تلك الظاهرة في ارتفاع درجة حرارة الأرض لمستويات غير مسبوقة مما أخلّ بالتوازن الطبيعي الذي كان العامل الاساس في استمرار قدرة الارض للاستجابة لحاجات الاحياء عليها منذ بدء الخليقة.
بما ان ظاهرة التغير المناخي هي ظاهرة عالمية لا تستثني بلداً، فقد القت بظلالها على سلطنة عمان من خلال مجموعة من الظواهر كأحداث الطقس المتطرفة مثل الفيضانات والعواصف والاعاصير الاستوائية وارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر وتداخل مياه البحر الى المخزون الجوفي وتدهور جودة مياهه.
وفي ضوء ذلك، تأثرت مجموعة من القطاعات الحيوية كالبنية التحتية للشوارع والمنشآت الاخرى. كما تشير الدراسات الى ان قطاعي الزراعة والمياه من أكثر القطاعات تأثراً بظاهرة التغير المناخي في السلطنة نتيجة تدهور مياه الري كماً ونوعاً وانحسار المساحات الصالحة للزراعة خصوصاً في المناطق الساحلية التي تشكل عصب الزراعة من حيث نسبة المساحة التي تمثلها ضمن المنظومة الزراعية في السلطنة.
جهود السلطنة لمواجهة الظاهرة
وقد بذلت سلطنة عمان ولا زالت جهوداً حثيثة لمواجهة التأثيرات السلبية لظاهرة التغير المناخي والتخفيف من آثاره حيث صادقت على جميع الاتفاقيات والبروتوكولات المعنية بالشؤون المناخية وأصدرت التشريعات المنظمة لأعمال الشؤون المناخية.
وقامت السلطنة بتنفيذ عدد من الدراسات والبحوث في مجال الشؤون المناخية وأصدرت عدداً من التقارير الوطنية مثل البلاغ الوطني وتقرير التحديث لفترة السنتين وتقرير المساهمات المحددة وطنيًا. كما بادرت السلطنة في تنفيذ عدد من المشاريع المرتبطة بالتغير المناخي بالتعاون مع الصندوق الأخضر للمناخ وتقديم مقترحات لتنفيذ مشاريع أخرى.