الصحوة – علي الحامدي
كعادة سماحته في كل لقاء يظهر بسمته وكينونته العمانية الصرفة.. له كاريزما خاصة يتميز بها وتتمثل في دماثة الخلق وطيب المعشر والتواضع الجم واللباقة في الطرح والابتسامة المشرقه.
لقد حظي هذا اللقاء المتميز بالإشادة والتقدير في كل مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية المختلفة ونال رضا الجميع فيما أحسب.
إذ أنني في قراءتي الشخصية لهذا اللقاء أُقدمُ اعتذاري لكل من لا تعجبه هذه القراءة ولا يستسيغها.. لكني أؤكد أن مقام سماحته فوق كل رأس وعلى كل لسان.. فهو بمثابة الأب الحاني للعمانيين والمقيمين على أرض عمان بعد مقام صاحب الجلالة السلطان هيثم حفظه الله.
لقد كان اللقاءُ وديا أقرب من كونه لقاءً يشخص الواقع الإسلامي بعمق ويصل إلى جذور مشاكله العميقة. رغم أن الخطاب الإسلامي المعاصر جزء من مشكلات هذا الواقع الذي لم يستطع إلى اليوم خلق قنوات اتصال عالمية تخفف من حدة الصراعات في المنطقة الإسلامية أو تقلل من معاناة الأقليات المسلمة في بعض الدول.
اللقاء في تقديري الشخصي أقرب ما يكون سياسيا من كونه دينيا، وخصوصا من قناة الجزيرة ومقدم برامجها المتميز علي الظفيري.. وكعادة قناة الجزيرة تستهدف الشخصيات المتميزة في عالمنا العربي والإسلامي من أجل خدمة أهداف أو تقديم رسائل سياسية معينه تخدم القضايا المحلية والعالمية.
ربما أدرك سماحته هذا البعد السياسي من اللقاء ولذلك لم يكن مباشرا في أجوبته على بعض الأسئلة وخصوصا تلك التي تتعلق بالسياسات العامة ونظام الحكم وعلاقة الدين بالسياسة وغيرها من القضايا المتعلقة بالجانب السياسي.
اللقاء في تقديري قد نجح في إبراز مكانة سماحة الشيخ أحمد الخليلي على مستوى العالم الإسلامي وخصوصا بعد تصدره للعديد من القضايا الإسلامية والتصريحات الجريئة التي كان يجهر بها إزاء كل قضية إسلامية في وقت خفتت فيه كل الأصوات الإسلامية الجهيرة سابقا.
.سماحة الشيخ ولكونه الممثل الرسمي للمذهب الإباضي في السلطنة ولكل الكيانات الإباضية في العالم انتهز الفرصة جيدا من أجل التعريف بالمذهب الإباضي وأنه مذهب مسالم ويعمل على جمع كل المذاهب َوالتيارات الإسلامية في دائرة الإسلام الكبرى بعيدا عن الصراعات بين الكيانات الإسلامية المختلفه. ولذلك ركز على نقطة جوهرية في تعريف المذاهب الإسلامية بأنها ليست سوى معرفات للدائرة الإسلامية الكبرى والتي تسع الجميع. فالكيان الإسلامي واحد وأن تعددت مشارب اتباعه فيه.
أكد سماحته على مبدأ الأخوة الإسلامية كمبدأ أصيل يحتكم إليه في كل الصراعات التي قد تنشب بين أبناء الدين الواحد والمذهب والواحد. وتمنيت لو أن سماحته عرج على مبدأ التعايش السلمي بين كل الكيانات الاجتماعية المختلفة في الدولة المدنية الواحدة. وأن الدولة المدنية تحت مبدأ التعايش أو التعارف كما حكاه القران،تستطيع أن تستوعب كل التيارات والمكونات الاجتماعية سواء كانت من المسلمين أم من غيرهم من الأديان والمعتقدات الأخرى وليس المسلمين وحدهم.
حرص سماحته في اللقاء على إبراز نفسه بأنه منفتح وعصري ووسطي وغير متشدد وأنه قد حصل بينه وبين بعض المنغلقين من الكيانات الدينية والمذهبية صراعات فكرية حول الانفتاح على العالم من حولنا وتقبل الجديد والمستحدث. وهذا درس أصيل من سماحته يؤكد على تقبله لمبدء الأختلاف في الرأي والقبول بالآخر المختلف. وتقبل المستجدات في كل عصر ما لم تخرم القيم والمبادئ الإنسانية والإسلامية.
معايشة سماحته لوقائع وأحداث زنجبار وحرب ظفار جعله يحتد بقوة لكل ما يتصل بالشيوعية والعهد الإشتراكي ومنه الإلحاد. ولذلك لا يتعامل مع هذه الفئة بمبدأ اليد الذهبية القائمة على الحوار والأخذ والرد. بل بمبدأ اليد الحديدية التي تضرب بقوة. وكتابه مصرع الإلحاد خير شاهد على ذلك.
اللقاء في مجمله ثري وحافل بسيرة كريمة لسماحته قدم فيها من الأعمال والانجازات ما يحق له َولنا جميعا كعمانيين أن نفتخر به..