الصحوة – د. حمد بن ناصر السناوي
مع بداية كل عام يتحمس الكثير منا لإعداد أهداف العالم الجديد ، البعض يسعى لاكتساب سلوك جديد بينم يرغب الآخر في التخلص من بعض السلوكيات السلبية لكن ، وحسب الدراسات العلمية فالقليل جدا منا ينجح في تنفيذ تلك الأهداف ، ولعل أشهر الأمثلة على ذلك ارتفاع عدد الأشخاص المسجلين في النوادي الرياضية في شهر يناير حتى إذا ما انقضى الشهر تناقص عدد الأشخاص المستمرين في الذهاب إلى تلك النوادي ، تعدد الأسباب وراء ذلك منها عدم تحديد أهداف واقعية أو فقدان الحماس والاستمرارية في السلوك الجديد أو ربما يكون التخلص من العادات القديمة أمرا صعبا خاصة تلك التي ترسخت في نفسية الشخص فأصبحت مع الوقت جزأ منه.
يقول المثل الشائع “الأهداف الغير واضحة يصبح مجرد أمنيات” وهذا ينطبق على أمور كثيرة ، لنأخذ على سبيل المثال هدف ” إنقاص وزن الجسم” يبقى غير واضح اذا لم نقم بتحديد عدد معين من الكيلوغرامات خلال أسابيع معينه وبعد ذلك الخطوات التي نحتاجها لبلوغ ذلك الهدف ، هل سأتبع حمية غذائية معينة أم اكتفي بممارسة الرياضة أم أدمج بين الطريقتين ؟ و ماهي الحمية التي ستناسب نمط حياتي ؟ و كيف أستطيع تنظيم وقتي لأتمكن من ممارسة الرياضة بشكل دوري ؟ كيف أتفادى الشعور بالإحباط اذا احتاج جسمي الى وقت لأطول قبل أن أصل الى النتيجة المرجوة ؟ كل هذه الأسئلة لا بد من التفكير فيها عند تحديد الهدف.
يعتمد العديد من الأشخاص على قوة الإرادة لتحقيق بعض التغيير في سلوكهم لكن العلم الحديث يخبرنا أن قوة الإرادة وحدها لا تكفي لان الطريق نحو التغيير حافل بالمغريات والأمور التي تسبب التشتت عن التركيز في الهدف ، ناهيك عن هوى النفس الذي قد يغويك للاستمرار في السلوك القديم ، خذا مثالا المدخن الذي يحاول الإقلاع فتغررله نفسه بان الكثير من معارفه يدخنون ولم يصابوا بأية أمراض ، أو أن السيجارة الالكترونية ليس بمستوى خطورة السجائر التقليدية و غيرها من الأفكار التي لا تستند لأي دليل علمي.
تعتبر مهارة إدارة الوقت من المهارات الأساسية لانجاح الخطط السنوية فحين نعاني من سوء تقدير الوقت تكون النتيجة التأخير في إنجاز المهمة التي أمامنا ، خذ مثالا على ذلك الطالب الذي يحتاج لإعداد تقريرا أو بحث متعلق بدراسته فيؤجل العمل حتى وقت متأخر فيفوته موعد التسليم لانه لم يعمل حسابا للوقت الذي يحتاجه في جمع البيانات وكتابة التقرير و مراجعته قبل تسليمه، لذى تعتبر عملية تجزئة الهدف الى خطوات بسيطة مقرونه بخط زمني من أهم عوامل إنجاح الخطط. ولان الماضي أساس الحاضر والمستقبل فلا بد من النظر إلى التجارب السابقة في التخطيط لأي مهمة أو مشروع وإستحضار أية مفاجأت أو أحداث غير متوقعة يمكن أن تعيق تنفيذ الخطة و تحليل طرق التعامل معها والاستفادة من التجارب السابقة . وكما يقول المثل “قل لي من تصاحب أقل لك من أنت ” فإن للأشخاص المحيطين بنا دور كبير في تحقيقنا لأهدافنا والاستمرار فيها فالصديق الذي يشجعك و يبعث في نفسك الامل عندما يصيبك الإحباط له أثر إيجابي في نجاحك ، أما الذي يسعى الى إحباطك و تذكيرك بالإخفاقات السابقة أو حتى إنكار حاجتة للتغيير و التقليل من شأن النجاح الذي تحققه فسيكون له الأثر السلبي في تحقيق أهدافك ، فانتبه لمثل هؤلاء و تجنب إخبارهم بنواياك فالبعض تعمي الغيرة قلبه فلا يريد لك الخير الذي لم يستطع هو تحقيقة.
ختاما ، مهما كانت أهدافك ، أتمنى لك عاما سعيدا مليئا بالنجاح والتوفيق .