الصحوة – سليمة بنت عبدالله المشرفية
اللكنة التي يتحدث بها الشخص دليلٌ على الحالة النفسية التي يتسم بها وربما هذا الأمر ينعكس على لكنة المجتمعات والشعوب وذلك لما يتخزن في العقل الجمعي من طغيان جانبٍ نفسي معين لدى شعب ما على ما سواه
ومن خلال تتبّعي للهجاتِ الشعوبِ ولكناتِها أستطيعُ استنتاجَ الحالات النفسية الطاغية على شعب ما والتي انعكست على لهجته ولكنته، والتي جاءت نتيجة أوضاع معيشية معينة أو نمط حياة اعتاده هذا الشعب أو ذاك ،ولعلي أستعرض بعض اللكنات لبعض الشعوب وأبرز الحالات النفسية التي تنطوي تحتها
وهذه اللكنات لا يمكن دراستها بحسب البلدان فلا يصح أن ندرس حالة مصر مثلا من خلال لكنة سكان القاهرة فقط بل يجب تفصيل البلد بحسب البيئات ، إذ أن كل بيئة لها اختصاصاتها وطريقة معيشتها ومكتسباتها؛ فبينما تجد رجل القاهرة منتقيا لكلماته بعناية ، حذرا في أسلوبه تجد رجل الصعيد إندفاعيا في لكنته واثقا في طريقة حديثه
وفي سوريا أيضا تجد الرجل الدمشقي شامخا في حديثه وتقرأ في لكنته الأنفة بينما تجد اللكنة في مناطق أخرى تميل إلى التواضع والبساطة وهكذا
وفي الخليج تسمع لكنات تقرأ من خلالها مظاهر الرفاهية ورغد العيش والاعتزاز بالنفس كما في اللكنة الكويتية مثلا بينما تجد البساطة والسماحة في لكنات أخرى كاللكنة الإماراتية والعمانية
وهكذا فإن للحالة النفسية تأثير كبير على طريقة حديث الشخص كما أن الحالة النفسية السائدة تنعكس بدورها لتشمل الجماعة وهذا موضوع حري بالوقوف عنده والخوض في تفاصيله كجزء من علم الاجتماع البشري.