الصحوة – المهندس أحمد بن إبراهيم النقبي
احتفت مؤسسة جسور بمضي عقد من الزمان على تأسيسها “عقد من الأثر”. عشرة أعوام من العمل الدؤوب الممنهج في الاستثمار الاجتماعي المسؤول الذي بني على أسس راسخة ورؤية واضحة مكنتها من تحقيق الريادة والتميز في إدارة دفة المسؤولية الاجتماعية للشركات المؤسسة لها، فالفترة تعد قصيرة في عمر المؤسسات إلا أن الأثر واضح وجلي والإنجازات ماثلة للعيان.
أنشئت المؤسسة في ظل تحديات مجتمعية وأوقات عصيبة شكك البعض حينها في قدرتها على تحقيق النجاح قياسا على الأوضاع السائدة في ذلك الوقت وبناء على فشل مبادرات سابقة لم يكتب لها النجاح.
إلا أن إصرار وثقة ودعم القيادات المؤسسة لها لعبت الدور الأكبر في تحقيق ما تم إنجازه، فكان للاهتمام بتفاصيل التفاصيل الأثر الهام في بناء المؤسسة على أسس ثابتة من الحوكمة الرصينة والقيم الثابتة مدفوعة بالرغبة الصادقة في خدمة المجتمع والمساهمة في تنميته.
فعلى سبيل المثال قرار التوسع بإشراك المجتمع في صنع القرارات لتلك المؤسسة الوليدة كان ليس جريئا فحسب بل حصيفا في حينه حيث مكن المؤسسة من كسب ثقة المجتمع وإحراز المصداقية اللازمة لها للمضي قدما في تحقيق مسعاها النبيل.
مجلس إدارة يضم ممثلو للحكومة وممثلون للمجتمع إضافة إلى ممثلين عن الشركات المؤسسة، ساعد على اختيار المشاريع التي تلامس احتياجات المجتمع الحقيقية وتتكامل مع الخطط التنموية الحكومية وتتوافق ورؤى وسياسات الشركات المؤسسة وفي إطار مجالات العمل التي وضعت بناء على دراسة تشخيصية استقصائية مستفيضة لحاجات المجتمع التنموية.
أما العامل الأبرز والذي يعد سببا رئيسا في تحقيق النجاح للمؤسسة فكان اختيار فريق العمل المؤسس بتنوع خبراته ومهاراته وإخضاعه لبرنامج التأهيل المكثف وإشراكه في صياغة استراتيجية العمل ووضع السياسات والإجراءات الخاصة بإدارة المشاريع وبما يتوافق مع متطلبات المرحلة وفهم احتياجات المجتمع وأولويات العمل ومجالاته.
لا تقم مؤسسة جسور بتقديم الدعم المادي للجهة المستفيدة من المشروع بل تقوم بإدارة مشاريع الاستثمار الاجتماعي من خلال فريق العمل التابع لها ووفقا لمعايير ومنهجية إدارة المشاريع الاحترافية.
حيث يقوم فريق العمل بدراسة المشاريع وتنقيحها وتقييمها قبل اختيارها ويباشر إجراء دراسة أكثر تفصيلا بعد اعتمادها ومن ثم يبدأ بتنفيذها وفق برنامج إدارة مشاريع احترافي لحين إتمام العمل وتسليمه للجهة المستفيدة بعد التأكد من الخطة التشغيلية المتفق عليها.
ها هي الآن مؤسسة جسور بعد عقد من الزمان تحتفي بذلك النجاح وتمضي بتسارع متزن وبخطى ثابتة نحو تنمية مجتمعية مدروسة مستمدة ذلك الثبات والاستقرار من الأساس الثابت الذي أسست عليه.
كان احتفاء جميل سلس منضبط يشبه المؤسسة تماما في ذلك، يقف خلفة فريق من الشباب الذي يكمل ما بدأه الرعيل الأول بشغف وحماس شديدين بدا واضحا عليهم وتلامسه في بريق عيونهم حين تتحدث إليهم.
جملة من المشاريع تم التوقيع عليها في الاحتفالية امتازت كالعادة بتنوعها من حيث مجالات العمل وكذلك امتداد رقعتها الجغرافية والمناطق التي شملتها ناهيك عن حجم الاستثمار المرصود لها.
المشاريع كانت تؤكد على استمرار النمو وتوقد الرغبة لدى كافة المعنيين بالمؤسسة لمواصلة النجاح والسير بها نحو آفاق رحبة من العمل الاقتصادي الاجتماعي والذي يواكب تطلعات القيادة الحكيمة نحو تعزيز التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي والاجتماعي للوطن من خلال تحقيق الرؤية والأهداف الوطنية لعمان 2040 للوصول الى التنمية الشاملة وتعزيز الرفاه الاجتماعي.
أصبحت مؤسسة جسور تجربة تراود حلم الكثير من المحافظات ولطالما وجهت الدعوة لفريق عمل المؤسسة من قبل العديد منها لزيارتها ومشاركة هذه التجربة الرائدة معها والذي بدوره كان ملبياً لتلك الدعوات مبديا استعداده لمد يد العون والمساعدة لمن أراد إطلاق مبادرة للاستثمار الاجتماعي وتأسيس كيان مشابه مستفيد من “جسور” كمثال ناجح، إلا أن الأمر يحتاج إلى طموح ودعم وبيئة محفزة داعمة كالتي توافرت للمؤسسة وهي عوامل ليس من السهل توافرها.
جزيل الشكر ووافر الامتنان لكل من ساهم في صنع ذلك الأثر ونرجو لجسور وقياداتها وفريق عملها المزيد من النمو والازدهار والسير بخطى حثيثة نحو تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات التي تخدمها وكلنا ثقة في قدرتها على ذلك ونقول لهم بورك فيكم ونفخر بكم وبأمثالكم.