الصحوة – وائل الوائلي
خَصَّصَت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2014 -لأول مرة اليوم- 15 يوليو من كل عام (اليوم العالمي لمهارات الشباب)، لإدراكها الأهمية الاستراتيجية لتمكين الشباب في سوق العمل وتطوير قدراتهم ومهاراتهم، إذ يعتبر الشباب موردًا حيويًا ومحركًا رئيسًا للتنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة، ولتزويدهم بالمهارات اللازمة لتحقيق التوظيف اللائق بهم ومساهمتهم في ريادة الأعمال.
واعتنت سلطنة عُمان بالشباب العماني والسعي لتمكينهم من خلال العديد من البرامج والمبادرات التي تهتم بصقل مهاراتهم ومواهبهم، لا سِيَّما المبادرات المتعلقة بمهارات المستقبل في ظل المتغيرات العالميّة المتسارعة على كافة الأصعدة.
وقام البرنامج الوطنيّ للتشغيل مُؤخَّرًا بإصدار دليل مبادرات تنمية مهارات المستقبل؛ توثيقًا لجهود العديد من الجهات على إطلاق مجموعة من المبادرات التي تُعنى بتطوير المهارات المستقبليّة للشباب العمانيّ في مختلف القطاعات.
“الصحوة” قامت برصد هذه المبادرات ونقلتها لكم خلال هذا التقرير لأبرز تلك المبادرات وأهدافها بما يضمن تعميم الفائدة ونشر ثقافة مهارات المستقبل بين مختلف فئات المجتمع المحليّ.
المسابقة الوطنيّة للبرمجة
تُعد البرمجة من أهم مهارات المستقبل وممكنات بناء منظومة الاقتصاد المعرفيّ المرتبطة بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ويقام خلالها معسكرات تأسيسية وتنافسية للبرمجة لاكتشاف المواهب الشبابيّة العمانيّة وتنمية مهاراتهم البرمجية، وتأتي هذه المسابقة من تنظيم أكاديمية البرمجة.
وتكمن أهداف المسابقة في تنمية مهارات البرمجة التنافسية لدى الخريجين وطلبة الجامعات في التخصصات التقنية، وتنمية مهارات التفكير البرمجي لديهم، بالإضافة لتعريف شركات القطاع الخاص ورواد الأعمال التقنيين بالشباب المبرمجون لاستقطابهم كموظفين وشركاء.
مبادرة 50 ألف مقعد تدريبي
تساهم المبادرة بتوفير 130 مساقًا في التخصصات التكنولوجيّة والبحثية لعدد 50 ألف متدرب، تقدمها جامعات ومؤسسات دوليّة بشكل مجاني يتواكب مع الثورة الصناعية الرابعة ومهارات وظائف المستقبل، وتنفذها الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم بالتعاون مع الجمعية العمانية لتقنيات التعليم.
وتهدف المبادرة لتزويد المنتسبين في مؤسسات التعليم العالي بمهارات الثورة الصناعية الرابعة وبالمعرفة والمهارات الأساسية المطلوبة، بالإضافة لتنمية وتعزيز المهارات التقنية لديهم.
الطابعة ثلاثية الأبعاد للبناء والإنشاءات
تأتي هذه المبادرة من تنظيم الجامعة الألمانية للتكنولوجيا بالتعاون مع شركة كوبود الدنماركية بتصنيع أول طابعة ثلاثية الأبعاد للبناء والإنشاءات في سلطنة عُمان، كون الطباعة ثلاثية الأبعاد من أهم مرتكزات التقدم التكنولوجي لتسهيل عمليات بناء المشاريع والمجسمات.
وتهدف هذه المبادرة لتطوير القدرات الأكاديمية والبحث العلمي والابتكار وبناء القدرات الوطنية في مجالات البناء المتقدمة باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتطوير المواد الخام من سلطنة عُمان وتطويعها كمواد أساسية للطابعات ثلاثية الأبعاد بما يتناسب ومتطلبات البناء المناسبة للبيئة العمانية والمنطقة، بالإضافة لتطوير التقنيات المستقبلية المرتبطة بتقنيات البناء والتشييد، وتعليم المشاركين الطباعة ثلاثية الأبعاد وأنواعها وأهميتها.
طائرات الدرون
تساهم هذه المبادرة في توظيف الطائرات المسيّرة عن بُعد لاختبارها في مساحة منطقة الذكاء الاصطناعي بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والتي تُعد من أهم المناطق التي خُصصت حديثًا لأهم الأنشطة المستقبلية وتقنيات المستقبل الذكي والتي تلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد الحديث والتقنيات المعاصرة على مساحة 18 كيلو مترًا مربعًا.
وتهدف المبادرة لوضع الضوابط والسياسات لمشاريع الذكاء الاصطناعي وتجارب الطائرات المسيّرة عن بُعد (الدرون) وتكنولوجيا المستقبل في المنطقة بما يوائم رؤية عُمان 2040، بالإضافة لتوطين الفرص الاستثمارية في مجال الذكاء الاصطناعي وتجارب الطائرات المسيّرة عن بُعد (الدرون) وتكنولوجيا المستقبل، مع تهيئة وضمان وجود البنية الأساسية لتطبيق استراتيجية الحكومة الإلكترونية والمدن الذكية.
ختامًا، في ظل التغيرات السريعة في الاقتصاد العالمي والتكنولوجيا وطبيعة العمل، فإن تمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة يعد أمرًا حاسمًا لمستقبلهم ومستقبل العالم بأسره، إذ تُعد المهارات الشبابية أحد الأركان الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة؛ ولذلك يجب على جميع الجهات ذات الاختصاص الاستثمار في تطوير وتعزيز قدرات الشباب ومهاراتهم بما يتوازى مع التقدم السريع في مجالات المستقبل المختلفة.