الصحوة – استضاف مقهى الابتكار في جلسته الخامسة المبتكرة العُمانية آمنة بنت وهب الراسبية الحاصلة على الميدالية البرونزية في معرض سيئول الدولي للاختراعات لعام 2023م، والفائزة بجائزة أفضل اختراع وابتكار دولي من المجلس الوطني للبحوث في تايلند، ودرع مكتب براءة الاختراع بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى حصولها على المركز الثاني في مسابقة جيبيكا للابتكار 2022م، وذلك بمجمع الابتكار مسقط.
في بداية الجلسة، قدمت آمنة الراسبية نبذة عن جوهر ابتكارها، وقصة العمل عليه من الفكرة وحتى التطبيق، فمنذ التحاقها بالدراسة في تخصص الهندسة الكيميائية بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا (كلية كالدونيان الهندسية سابقا)، كان ديدنها العمل على مشروع يضع بصمة في البيئة، ويوفر حلول اقتصادية، ووقع الاختيار على قطاع النفط والغاز كونه قطاع مهم وحيوي.
ويتمحور جوهر هذا الابتكار في تصنيع جزيئات السيليكا وكربونات الكالسيوم النانوية لتقليل المواد العضوية من مياه الصرف الصحي في المصافي النفطية، من خلال عمليات التكرير بتقنية فعالة من حيث التكلفة والمجهود، وباستخدام مواد صديقة للبيئة، تسهم في حمايتها، وتخدم رؤية عمان 2040 للوصول للحياد الصفري.
وتحدثت الراسبية عن أهمية الفوز بالجوائز العالمية، فهي تعد بمثابة تقديراً واعترافاً بالمهارات والابتكارات الفريدة التي يقدمها المبتكر، وتفتح آفاقاً أكبر للفرص والتعاون من خلال جعل الابتكار جاذبًا للاهتمام من قبل المستثمرين، والجهات الراعية، والشركاء المحتملين، وزيادة الشهرة والتواجد الإعلامي للفائز من خلال المقابلات الإعلامية والتقارير. فضلاً عما يشكله الفوز تحفيزًا على المستوى الشخصي، وللمجتمع في المجمل للاستمرار في تطوير الأفكار الجديدة والابتكارات، وإحداث تأثير اجتماعي ملموس إذا ما كان يحل مشكلة اجتماعية أو بيئية، فإن الفوز يبرز أهمية الابتكار في خدمة العالم وتحقيق التنمية المستدامة.
وتطرقت كذلك إلى أهمية مشاركة المبتكر في المحافل الدولية، فهي تتيح فرصة لبناء شبكات اتصال قوية مع الباحثين والمهنيين والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، وتعزز من تبادل الأفكار وفتح آفاق التعاون المستقبلي، كما أنها توفر بيئة لتبادل المعرفة والخبرات مع باحثين ومختصين آخرين في نفس الميدان، وزيادة الرؤية العلمية للباحث، والترويج للمؤسسات والبلدان.
واستطردت في حديثها إلى تقنية النانو وكيفية الاستفادة منها في إيجاد ابتكارات واعدة في مختلف المجالات كالمواد والصناعة، والإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات، والبيئة، إضافة إلى الطاقة والطب.
وفي ختام الجلسة عرّجت آمنة الراسبية إلى موضوع دور المبتكر في المساهمة لتحقيق رؤية عمان 2040 من خلال تقديم حلول بيئية ومستدامة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل مشاريع الطاقة المتجددة وإدارة النفايات الذكية، والقيام بأنشطة توعية وتثقيف المجتمع حول أهمية الابتكار وكيفية الاستفادة منه في تحسين الحياة، كما يمكن للمبتكر دعم تقدم بلده في تحقيق التنوع الاقتصادي من خلال تطوير صناعات وقطاعات مبتكرة تسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتسهم في توفير فرص للعمل، وتقديم حلولاً للتحديات الاجتماعية من خلال تطوير مشاريع ابتكارية تسهم في تحسين جودة حياة المجتمع.
الجدير بالذكر، يعد مقهى الابتكار برنامجا توعويا يهدف إلى نشر ثقافة البحث العلمي والابتكار والمواضيع المتعلقة بها بين أوساط المجتمع العماني بجميع فئاته، من خلال تنفيذ مجموعة من الجلسات.