الصحوة : ريم بنت سالم النيرية
تشهد سلطنة عُمان ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة خلال فصل الصيف، مما يتسبب في تسارع هذه الارتفاعات وتفاقمها. ينجم عن ذلك حوادث حرائق وإصابات، مما يؤثر على حياة الناس ويثير الارتباك في الحياة اليومية. من المهم التساؤل عن متى سينتهي هذا الوضع؟ وما إذا كان هناك حلول للتصدي لارتفاع درجات الحرارة في السلطنة والتخفيف منها في ظل الظروف الحالية.
لا شك أن التغير المناخي يلعب دورًا مهمًا في هذا السياق، حيث تشير الأبحاث إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يكون نتيجة لتغيرات في المناخ على المدى الطويل. ومع ذلك، هناك خطوات يمكن اتخاذها للتعامل مع هذا التحدي. منها، التحرك نحو الاقتصاد الأخضر والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي.
علاوة على ذلك، يمكن اتخاذ إجراءات على المستوى المحلي لتقليل آثار الحرارة الشديدة، مثل زراعة المزيد من الأشجار لتوفير الظل وتبريد الهواء، وتطوير تصاميم المباني التي تعزز العزل الحراري وتستخدم تقنيات الاستدامة، والاستمطار الاصطناعي.
هنا السؤال ماذا لو تم استغلال الاستمطار الصناعي للتصدي لارتفاع درجات الحرارة؟ …
يمكن أن نختصر مفهوم الاستمطار بتعريف مبسط وهي عملية تعزيز هطول المطر من خلاله نهدف إلى تحفيز السحب وتكثيف أكبر كميه من الهطول المطري باستخدام تقنيات مختلفة سواء أكانت من خلال تقنيات تلقيح السحب أو التقنية الأيونية.
في هذا السياق يقول المهندس علي بن محمد القصابي، مدير مركز الاستمطار الاصطناعي بوزارة الثروة السمكية وموارد المياه، في مقابله له مع قناة مجان “التقنية المتبعة للاستمطار الاصطناعي في السلطنة هي التقنية الأيونية في الوقت الحالي ولكن هناك خطة تطويرية لإدخال تقنية تلقيح السحب في القريب العاجل ونحن بدأنا في تجارب المشروع ولكن العمليات الفعلية لم تبدأ بعد.
تُستخدم مواد كيميائية في تقنية تلقيح السحب، حيث تُنثر هذه المواد في الغلاف الجوي لتحفيز السحب، سواء عن طريق زيادة تكثيف قطرات المطر أو تسريعها، أو خلق بيئة مناسبة للاستمطار. وبالنسبة للطريقة الأيونية، فهي تعتمد على نشر أيونات مشحونة سالبًا، ورغم أنها ليست مواد كيميائية، إلا أن الهدف منها متماثل للتقنيات الأخرى. يُلاحظ أن تقنية التلقيح الأيونية تُستهدف خصوصًا خلال فترة الصيف، تقريبًا من شهر إبريل إلى بداية أكتوبر.
كما ذكر القصابي: ان الاستمطار كتقنية يهدف فقط الى جزئية معينة في منظومة المطر والتي هي التكثيف وتعزيز الهطول المطري وليس له علاقة بالعوامل الأخرى التي تقصد بها هي (عوامل الرياح والحرارة والضغط الجوي والرياح الصاعدة). ففكرة التقنية الأيونية هي استغلال المواقع والجبال الشاهقة في السلطنة بحكم تواجدها بالقرب من تكونات السحب فلذلك أغلب المحطات أقيمت في أماكن شاهقة.
والجدير بالذكر أنه يوجد في سلطنة عمان 13 محطة أيونية حاليا موزعة على جبال الحجر الشرقي والغربي بامتداد سلسلة جبال الحجر 11محطة ومحطتين في جبال محافظة ظفار. وهناك أيضا مشروع الدرون وهو مشروع تطويري مكمل لخطة التقنية الأيونية وهدفه إدخال المناطق غير المتأثرة بالمحطات الحالية وتستهدف فترات الصيف والشتاء.
باختصار، التحديات التي تواجهها سلطنة عُمان فيما يتعلق بارتفاع درجات الحرارة تتطلب استجابة شاملة وتنسيقاً بين القطاعين العام والخاص لتطبيق الحلول الفعّالة والمستدامة.