الصحوة – د. سحر بنت حمد العمرانية
طبيب مقيم – المجلس العماني للاختصاصات الطبية
هشاشة العظام Osteoporosis من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز الهيكلي لجسم الانسان فتتسبب في فقد العظام لكثافتها و قوتها و تعرف ايضا بترقق العظام مما يؤدي لزيادة خطورة التعرض للكسور من أي مجهود بسيط ( حتى السعال أو مجرد الانحناء أو الوقوف أو المشي قد يؤدي للكسور في حالة الترقق الشديد) و من أكثر العظام تعرضا للكسور هي عظام الورك و العمود الفقري و الرسغ.
الجهاز الهيكلي skeletal system و العظام بطبيعتها من الانسجة المتجددة في الجسم فهي نسيج حي يتجدد بصورة دائمة و لكن الخلل الاساسي في مرض هشاشة العظام ينتج باختلال توازن هذا التجدد المستمر في النسيج العظمي حيث لا تستبدل الانسجة المتاكلة بصورة طبيعية.
و هناك نوعان اساسيان من مرض هشاشة العظام الاولي الذي ينتج عن طريق الشيخوخة للجنسين ولما في تقدم العمر و ما يصاحبه من تغير في الهرمونات التي تؤثر على صحة العظام كما يحدث في سن اليأس للاناث على وجه خاص.
وهشاشة العظام الثانوية نتيجة مسبب معين و لا تتعلق بتقدم السن التي سنتعرف عليها من خلال السطور القادمة.
أسباب هشاشة العظام
هناك عدة عوامل تتسبب في زيادة التعرض لمرض هشاشة العظام مثل:
• الجنس: تعد النساء أكثر عرضة للاصابة من الرجال بشكل عام.
• التقدم في العمر: تزداد فرصة الاصابة كلما تقدم العمر نتيجة اختلال توازن عملية ترميم النسجة العظمية القديمة و التالفة بعد سن 35 وتزداد بعد سن ال50 فاعلى.
• العرق Race : فتزيد نسبة الاصابة عند البيض و الاسيويين بشكل أكبر من الاعراق الاخرى
• التاريخ العائلي و العوامل الوراثية: وجود أفراد عائلة مصابين بهشاشة العظام أو كسر في الورك مؤشر أختطار للاصابة بالمرض.
• حجم هيكل الجسم و كتلته
• انخفاض الهرمونات الجنسية
• امراض الغدد كالغدة الكظرية و النخامية و الدرقية و جارات الدرقية
• العادات الغذائية: نقص فيتامين د و الكالسيوم و اضطرابات الشهية و جراحات الجهاز الهضمي
• الحالات الطبية :
o كامراض المناعة الذاتية كالروماتزم و التهاب الفقار المقسط Ankylosing spondylitis
o اضطرابات الجهاز الهضمي المتعلقة بانخفاض الامتصاص و الهضم
o أمراض الكلى أو الكبد
o السرطان و الورم النقوي المتعدِّد Multiple Myeloma
• الأدوية: كأدوية الكورتيزون و الستيرويدات و هرمون الغدة الدرقية و مخثرات الدم و بعض من مضادات الحموضة و ادوية الاكتئاب و العلاجات الكيميائية الهرمونية.
• نمط الحياة: نمط الحياة الساكن و الافراك فالكحوليات و التدخين
أعراض هشاشة العظام
مرض هشاشة العظام مرض صانت في مراحلة المبكرة فليس من الشائع الشكوى باعراض معينة تدل على بدايته و غالبا ما يتم ادراك التشخيص بعد التعرض للكسور من اقل مجهود يذكر. فيجب على الاشخاص ذوي عوامل الخطورة استشارة االطبيب المعالج للمساعدة في اكتشافه في مرحلة مبكرة و تلقي العلاج اللازم.
تشخيص هشاشة العظام
بحسب توصيات منظمات و مؤسسات الصحة العالمية المختلفة يتم فحص و مسح هشاشة العظام بشكل أولي بعد سن 65 سنة للنساء و في سن أصغر في حال توافر عوامل خطورة أو التعرض للكسور Fragility Fractures.
يتم التشخيص عن طريق فحص كثافة معادن العظام Bone Mineral Density باستخدام الاشعة السينية ثنائي الطاقة DEXA
علاج هشاشة العظام
يعتمد العلاج الموصى به من قبل الطبيب المعالج بناء على تقديره لخطورة تعرُّض المريض لكسر في العظام خلال الأعوام العشرة القادمة، وهذا من خلال معلومات مثل اختبار كثافة العظام. حيث إن لم تكن الخطورة عالية، فمن الممكن أن يشمل العلاج على تعديل عوامل خطورة التعرض لفقدان العظام والسقوط.و من الامثلة على علاجات هشاشة العظام الشائعة:
• البيسفوسفونات : و من أمثلتها :أليندرونات و إيباندرونيت و ريسيدرونات و حمض الزوليدرونيك
o و من آثارها الجانبية: الغثيان وآلام في المعدة .وتقل احتمالات حدوثها في حالة تناول الدواء بالطريقة الصحيحة.
o من المضاعفات النادرة جدًّا للبيسفوسفونات حدوث كسر في منتصف عظم الفخذ و تأخر شفاء عظم الفك (نخر عظم الفك).
• دينوسوماب: و يُؤخذ عن طريق حقنة تحت الجلد كل ستة أشهر.
o تشبه مضاعفات دينوسوماب مضاعفات البيسفوسفونات النادرة التي تشمل التسبب في كسور أو شقوق في منتصف عظم الفخذ ونخر عظم الفك.
• علاجات هرمونية
• أدوية بناء العظام:
o في حالات الإصابة الشديدة بمرض هشاشة العظام أو إذا كانت العلاجات الأكثر شيوعًا لا تعمل جيدًا بما فيه الكفاية، فقد يقترح الطبيب تجربة الأدوية التالية: تيريباراتايد و أبالوباراتايد و روموسوزوماب
الوقاية من هشاشة العظام
يمكنك الوقاية من مرض هشاشة العظام باتباع العادات الغذائية السليمة و ممارسة الرياضة
• تناول المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم وفيتامين د، ويعد فيتامين د مهماً لامتصاص الكالسيوم في الجسم.
• تناول الأطعمة الغنيّة بعنصر الكالسيوم مثل لبن الزبادي، الجبن، السلمون، السردين، اللوز، والقرنبيط.
• الحصول على الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم.
• ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري ومنتظم و أداء تمارين رفع الأثقال.
• الابتعاد عن التدخين وشرب الكحول.
• متابعة الطبيب إجراء الفحوصات اللازمة عند وجود عامل وراثي.
• مناقشة الطبيب طرق الوقاية في حال الإصابة بترقق العظام وعلاج نقص فيتامين د.
مضاعفات هشاشة العظام
من أكثر المضاعفات خطورة لهشاشة العظام هي التعرض لكسور العمود الفقري أو الورك حيث يحدث كسر عظمة الورك عادةً بسبب السقوط، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث إعاقة وتزايد خطر الوفاة خلال العام الأول بعد الإصابة.
و يمكن ـن تحدث كسور العمود الفقري حتى وإن لم يتعرض الشخص للسقوط مما يسبب ضعف العظام التي تشكل العمود الفقري (الفقرات) إلى درجة الانكماش، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بألم في الظهر، ونقص الطول، وتقوس العمود الفقري إلى الأمام.
كما يمكن أن تؤدي صعوبة الحركة الناتجة من ترقق العظام إلى عدم الاستقلال، وصعوبة أداء الفرد لأنشطته، بالإضافة إلى الخوف من حدوث كسور، كل هذا يمكن أن يدخل المريض في حالة اكتئاب.