الصحوة – محمد بن عبدالله الدغيشي
تتميز سلطنة عُمان بتنوع ثري في أزيائها التراثية، محتفظ على جمالية وأصالة الألوان والأشكال، وتُعتبر هذه الأزياء عنصراً أساسياً من عراقة المجتمع العماني، حيث تعكس حضارته وأساليب حياته المتنوعة، ومن بين هذه الأزياء التقليدية يتألق المصر، وهو اللباس الذي يرتديه الرجل العماني فوق رأسه، ويتميز بتصميمه الفريد الذي يختلف تماماً عن الكمة العمانية، مما يمنحه هوية مميزة وجاذبية تعكس ثراء التراث الثقافي للسلطنة.
كما أن شكل المصر العماني وطريقة ارتدائه تختلف تماما عن كل دول الخليج، وهو ما يميز العمانيين عن أشقاؤهم الخليجين، حيث يعتبر المصر العماني جزءاً لا يتجزأ من التراث العماني العريق، فهو لباس تقليدي يميز الرجل العماني ويعكس هويته الثقافية والتقليدية، ويتميز المصر بتصميمه الفريد الذي يشمل غطاء الرأس وهو زي الطويل، مما يمنحه مظهراً تقليدياً راقياً يعكس أصالة الثقافة العمانية، كما يعد المصر العماني جزءاً لا يتجزأ من لباس الرجال في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، كما يعتبر رمزاً للهوية الوطنية والانتماء للتراث العماني العريق.
ويُصنع المصر عادةً من القماش الصوفي، ويتميز بتصميمه المربع وتنوعه في النقوش والألوان، حيث يتم استيراده من خارج السلطنة، خصوصاً من دولة كشمير، ويُلف المصر بشكل فني حول الرأس، مع التركيز على شده بإتقان لضمان استقراره على الرأس دون أن ينزلق.
أشار المهند بن سيف الخروصي، وهو أحد الأشخاص المهتمين في مجال تلبيس المصر، أن المصر العماني يأتي بعدة أنواع مختلفة كالترمة ونصف الترمة وسوبر ترمة والباشمينا والشاتوش، وأن أغلاها هي الباشمينا والشاتوش كما أن الباشمينا سمي نسبة للماعز الذي يستخرج منه الصوف، والذي بالعادة يأخذون منه الشعر الأقرب أو الملامس للجلد مباشرة.
وأضاف الخروصي أن ما يميز الباشمينا هو أن قماشه جدا ناعم بالإضافة إلى وزنه الخفيف كما أن نقوشها عادة ما تكون باردة وتكون مخيوطة باليد، ولمعرفة الباشمينا لابد أن تمسح عليه بشكل دائري وفورا ستشاهد الوبر يخرج على يديك، وأما عن أغلى الأنواع في العالم فهي الشاتوش، وهي مستخرجة من حيوان مهدد بالانقراض وعادة ما يكون أنعم من الباشمينا، ولكشف الشاتوش ممكن القيام بتجربة، وهي من خلال إدخاله في الخاتم، حيث أن من المعروف عن الشاتوش أنه من السهل دخوله من الخاتم.
ومن جانبه أشار المنذر الصلطي أحد أصحاب محلات تلبيس المصر العماني، أن للبس المصر طرق مختلفة تختلف من محافظة إلى أخرى أو من ولاية لأخرى، فعلى سبيل المثال في محافظة مسقط عادة ما يكون المصر كبير الحجم من الواجهة، وبه عددا من الخطوط ويلبس فوق الكمة العمانية مباشرة وتسمى بالمسقطية أو الرسمية، وفي ولاية صور وبعض مناطق محافظة الشريقة يكون المصر صغير الحجم ويلبس من غير كمة ويسمى بالصورية.
وأضاف الصلطي أن في محافظة الباطنة والبريمي يسمى بالحمدانية، وهي تلبس من غير كمة عمانية وتحتوي على مثلث طويل من الخلف، وبالنسبة للأسرة الحاكمة فهي تمتلك نوع من المصر وتسمى كذلك بالعمامة السعيدية، وهي ما تميز أفراد الأسرة الحاكمة عن المواطن العماني، فهي تتفرد بشكلها وألوانها.
وأكد الصلطي على ضرورة تعليم الأبناء طريقة لبس المصر العماني، ولابد أن يجيد لبسه بالطريقة الصحيحة مثلما يجيد لبس الملابس الرسمية الأخرى، لأنه يشكل هويتهم وهو كذلك ضروري لأنه يلبس في المناسبات الرسمية، وفي العمل كذلك وخصوصا في الجهات الحكومية، كما أنه ليس من الضروري على الشخص أن يتقن لبس المصر بنفس الطريقة الموجودة في المحلات، لابد أن تكون بها لمسته الخاصة أثناء اللبس لتميزه عن غيره وتجعله متفردا.
أشار ماجد بن سالم الخروصي أنه يحب أن يشتري مصر السوبر ترمة، لأن قماشه مناسب وسهل ارتدائه، ويحب كذلك أن يرتدي المصر ذو النقشة الصغيرة، لأنه كما هو معلوم أن المصر يأتي بعدة أحجام للنقشات فمنها النقشة صغيرة الحجم والمتوسطة والكبيرة، كما أن أسعاره تتراوح ما بين 20 إلى 25 ريال، وعادة ما يشتريها من بعض المحلات الموجودة في المجمعات التجارية بالقرم، لأن لديهم خيارات متنوعة ونقوش حديثة.
وأضاف أنه قبل 7 سنوات بالضبط كان لا يجيد لبس المصر، ولكن فور دخوله للجامعة بدأ يتعلم بالمشاهدة والممارسة، فقد كان في البداية يواجه صعوبة، ولكن مجرد أن تعلم على الأساسيات أصبح الآن متمكنا، ومحبا للمجال وأصبح يعلم أفراد أسرته على لبس المصر.