الصحوة – خميس الحراصي
في الثامن عشر من نوفمبر، تتجدد مشاعر الفخر والاعتزاز، ويُضاء الوطن بحب أبنائه ووفائهم، وتتزين السلطنة بحلة مطرزة بالفخر والفرح، ففي هذا اليوم المجيد، نعيش يوماً خالدا بأجواءً استثنائيّة، تفيض منها رائحة مشاعر المحبة بنكهة وطنية لهذا الوطن المعطاء.
فهو اليوم الذي يتجدد فيه الولاء والانتماء، ويستحضر فيه الأبناء الذكرى الخالدة لهذه النهضة المباركة التي أرسى دعائمها، جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وتتواصل مسيرتها المتجددة المباركة، بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-
فالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد هو مناسبة وطنية عزيزة علينا تحمل بين طياتها عبق التاريخ وإنجازات الحاضر، وتجسد الرؤية المتجددة التي يقودها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم بحكمة وإرادة، فمنذ توليه مقاليد الحكم، انطلقت السلطنة في مسيرة نهضوية متجددة، محققةً قفزات نوعية في مختلف المجالات، لتُرسم ملامح المستقبل المشرق لعُمان وأبنائها.
ففي هذه المناسبة الوطنية العطرة، نقف وقفة تأمل وإجلال نستعرض من خلالها أبرز المحطات التي نقشتها صفحات التاريخ بحروف من ذهب، إنها لحظات تتجلى فيها عظمة الإنجازات التي حققتها سلطنة عمان، لتصبح شاهداً حياً على مسيرة النهضة المباركة التي نقلت الوطن إلى آفاق جديدة من التقدم والازدهار.
هذه الذكرى ليست مجرد محطة للتأمل، بل هي فرصة ثمينة نستمد منها دروساً ملهمة في حب الوطن والإخلاص في العمل من أجل رقيه ورفعته، وهي دعوة صادقة لتجديد العهد مع الوطن، وللعمل بروح النهضة العمانية التي زرعت فينا قيم الإبداع، والعطاء بلا حدود.
إن عمان بماضيها التليد وحاضرها المشرق، تقدم نموذجاً فريداً يُحتذى به في مسيرة البناء والتطور، فمن خلال هذه اللحظات التاريخية، ندرك أهمية الاستمرار في السير على هذا النهج، مدفوعين بشغف الانتماء ومسؤولية الإسهام في صناعة لمستقبل أكثر إشراقاً.
فيأتي هذا اليوم الثامن عشر من نوفمبر المجيد، وعماننا الحبيبة تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين، في أجواء تعكس مشاعر الولاء والانتماء للوطن وقائده الحكيم، جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- يأتي هذا اليوم المجيد ليكون شاهداً على مسيرة الإنجازات قد رسخت مكانة السلطنة إقليمياً ودولياً، ولتؤكد على استمرارية نهضة متجددة تقودها رؤية ثاقبة نحو المستقبل المشرق.
عُمان ليست مجرد وطن، بل قصة عشق تربط أبنائها بأرضهم، وتراثهم، ومستقبلهم، قصة جسدت منها مثالاً يُحتذى به في التخطيط الاستراتيجي والإنجازات التي تصب في رفعة المواطن وتحقيق رفاهيته.
فمنذ تسلمه لمقاليد الحكم، رسم جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- نهجاً جديداً يعزز أسس التنمية المستدامة والتطوير الشامل، والمتوازن بين التقاليد الأصيلة ومتطلبات العصر الحديث.
ففي مسيرة السنوات الأخيرة، تروي الأرقام والإنجازات قصة نجاحٍ استثنائية تجسد ملامح النهضة المتجددة لعُمان. فمع انطلاق رؤية “عُمان 2040”، واصلت الحكومة جهودها لتوسيع وتنويع مصادر الدخل الوطني من خلال الاستثمار في قطاعات استراتيجية مثل السياحة، التعدين، والطاقة المتجددة، وهذه القطاعات أسهمت في تعزيز النمو الاقتصادي، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي، وتحول الميزان المالي إلى فائض واضح، كما شهدت السلطنة جذب استثمارات أجنبية مباشرة بلغت قيمتها 65.1 مليار دولار بنهاية عام 2023، مما يعكس مكانة عُمان كوجهة آمنة وجاذبة للاستثمار الدولي.
وفي مسيرة الاستدامة المالية، نجحت السلطنة في تقليص الدين العام وزيادة احتياطياتها النقدية، وهو إنجاز أثمر عن تصنيفات ائتمانية إيجابية من المؤسسات المالية العالمية. هذه الخطوات الاستراتيجية تؤكد قوة الإدارة الاقتصادية العُمانية، وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية.
على المستوى الاجتماعي، وضعت الحكومة المواطن العُماني في قلب سياساتها التنموية، حيث أطلقت برامج تدريب وتأهيل تهدف إلى تمكين الشباب وتوفير فرص عمل جديدة، كما ركزت على مشاريع الإسكان والتنمية الاجتماعية التي تستهدف جميع شرائح المجتمع، مما عزز الشعور بالاستقرار والرفاهية.
وسياسياً، حافظت سلطنة عُمان على نهجها الدبلوماسي المتزن الذي جعلها مركزاً إقليمياً ودولياً للحوار وحل النزاعات، وان هذا النهج الحكيم يعكس رؤية السلطنة العميقة للسلام والاستقرار كركائز أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار.
إن الاحتفال بالعيد الوطني لعُمان ليس مجرد استذكار لتاريخٍ حافلٍ بالمجد، بل هو لحظة لتجديد العزم ومواصلة البناء على أسس راسخة من العمل والحب للوطن ومحطة استلهام واستشراف لتبقى عُمان، بقيادتها الرشيدة وشعبها الطموح، نموذجاً يحتذى به لوطن يزدهر برؤية ملهمة تفتح أبواب المستقبل بثقة وإرادة واعدة.
فكل عام وعُمان بخير، أرضاً وشعباً وقيادة.