الصحوة – فوزية بنت عبدالله الشحية
تلعب وسائل الإعلام دورًا حاسمًا في تشكيل الوعي، لكن انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة يشكل تهديدًا كبيرًا للمستخدمين سواء كمطلعين ومتصفحين أو كمشاركين في الرأي العام والكتابةوالتحليل . لذا، يساعد محو الأمية الإعلامية في تمكين الأفراد من فحص المصادر والتحقق من صحة المعلومات قبل متابعتها ومشاركتها. ففي عالمٍ يغمره تدفق المعلومات عبر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أصبح محو الأمية الإعلامية مهارة أساسية لمواجهة التحديات التي تفرضها ثورة الاتصالات وكما قلنا أن الأمر لم يعد مقتصرًا على القدرة على القراءة والكتابة، بل أصبح يشمل القدرة على تحليل المحتوى الإعلامي، تقييم مصداقيته، والتفاعل معه بوعي ومسؤولية.
ولا بد لنا هنا أن نشيرإلى مصطلح “محو الأمية الإعلامية” والذي هو عبارة عن مجموعة من المهارات التي تمكّن الأفراد من فهم الرسائل الإعلامية، تحليلها بشكل نقدي، والتفاعل معها بوعي. ويشمل ذلك أيضا القدرة على التمييز بين الأخبار الحقيقية والمضللة، وفهم الأجندات الخفية وراء المحتوى الإعلامي، إضافةً إلى إدراك تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام والسلوك المجتمعيحيث تلعب وسائل الإعلام بأشكالها ووسائلها المختلفة سواء أكانت تقليدية الكترونية أو حديثة دورًا حاسمًا في تشكيل الوعي، لكن انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة يشكل تهديدًا كبيرًا لذا، يساعد محو الأمية الإعلامية في تمكين الأفراد من فحص المصادر والتحقق من صحة المعلومات قبل مشاركتها كما أنه يمنح الأفراد القدرة على تحليل الرسائل الإعلامية بموضوعية، مما يساعدهم في اتخاذ قرارات مستنيرة بعيدًا عن التلاعب العاطفي أو المعلومات غير الدقيقة ومع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري توعية الأفراد بمخاطر تداول الأخبارو تسريب البيانات الشخصية وكيفية حماية خصوصيتهم الرقمية من الاختراق والاستغلال.
لذلك نرى أنه من المهم جدا أن تكون هناك استراتيجيات لتعزيز محو الأمية الإعلامية في أي مجتمع عن طريق العديد من الطرق كإدراجها مثلا في المناهج الدراسية بحيث تنمي لدى الطلاب والفئات الشابة مهارات التفكير النقدي وتحليل المحتوى بحيث يكون جزءا مهما في العملية التعليمية ومنذ المراحل المبكرة بالإضافة إلى تعزيز ثقافة التحقق من المصادر بحيث تكون موثوقة ومتنوعة قبل تبني أو نشر ومشاركة أية معلومة أو خبر .
وفي نهاية مقالي أشير إلى أنه في ظل عصر المعلومات الرقمية، أصبح محو الأمية الإعلامية ضرورة ملحّة لضمان مجتمع أكثر وعيًا وقدرةً على التعامل مع التحديات الإعلامية الحديثة، فبدلاً من أن يكون الفرد مجرد مستهلك سلبي للمحتوى، يجب أن يكون متلقيًا واعيًا، قادرًا على التحليل والتقييم، مما يعزز الشفافية ويحد من انتشار التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة مع هذه الكم الهائل من المعلومات والتنوع في الوسائل الإعلامية الحديثة المستخدمة وخاصة مع تعزيزها بالصوت والصورة والمقاطع المختلفة التي تخاطب مختلف الحواس العاطفية والبصرية للمتلقي.