الصحوة – نبراء حمد الكيومية
في عالم مليء بالتحديات، تبرز قصص الإصرار والنجاح لتلهم الجميع فهد القطيطي الطفل العُماني ذو الاثني عشر عامًا هو واحد من هؤلاء الأبطال الذين تجاوزوا الصعاب ليحققوا إنجازات استثنائية رغم إصابته باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) استطاع فهد أن يتغلب على التحديات ويصبح بطلًا في مسابقات حفظ القرآن الكريم.
منذ صغره لاحظت والدته أن فهد يمتلك طاقة عالية ويواجه صعوبة في التركيز إلى جانب تباطؤ في النطق والمشي كما أن شخصيته عنيدة ترفض الأوامر المباشرة مما دفعها إلى البحث عن استراتيجيات فعالة لتوجيهه بالطريقة الصحيحة.
رغم اختلافه عن أقرانه كان لدى فهد ارتباط روحي قوي بالقرآن الكريم، فبينما كان الأطفال الآخرون يستمتعون ببرامج الرسوم المتحركة كان فهد يفضل الاستماع إلى قنوات البث القرآني متأثرًا بتلاوات القرّاء مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد. تقول والدته: خلال فترة حملي به،كنت أستمع كثيرًا للقرآن الكريم وربما كان لذلك تأثير على حبه الشديد له.
بدأت رحلة فهد التعليمية مبكرًا حيث التحق بالحضانة في سن السنتين ونصف لكنه لم يستمر فيها أكثر من شهر بسبب فرط حركته بعد ذلك تم تشخيص الطفل فهد باضطراب ADHD وتم تحويله إلى مركز الوفاء حيث استمر لمدة أربع سنوات لتلقي التأهيل المناسب، ثم نُقل إلى صفوف الدمج الفكري إلا أن والدته رفضت ذلك في البداية معتقدة أنه يحتاج فقط إلى توجيهات بسيطة ومع ذلك، عادت لاحقًا ووافقت على قرار الدمج بعد إدراكها أهمية توفير بيئة تعليمية مناسبة له.
بدلًا من التركيز على نقاط ضعفه بدأت أمه تبحث عن نقاط قوته حيث اكتشفت شغفه بالقرآن وشجعته على المشاركة في مسابقات الحفظ ليحقق نجاحات مذهلة.
حاز فهد على المركز الأول في مسابقة حفظ القرآن الكريم على مستوى السلطنة، كما فاز بالمركز الأول على مستوى محافظة شمال الباطنة، لم تتوقف إنجازاته عند حفظ القرآن، بل أصبح متفوقًا دراسيًا أيضًا كما اهتم بالموسيقى حيث كان يستمتع بالعزف على الطبل (الكاسر والرحماني) مما ساعده في تحسين مهاراته الحركية.
لم يكن المجتمع متقبلًا لاختلاف فهد حيث تعرض للتنمر ووُصف بألفاظ جارحة مثل “مجنون” و”متوحد” لكن والدته قررت حمايته من هذه التجارب السلبية عبر تقليل الزيارات والتجمعات مع التركيز على تنمية مهاراته الاجتماعية بالتعاون مع أخصائيين نفسيين.
مع الوقت بدأت جهوده تؤتي ثمارها وأصبح مقبولًا بين زملائه سواء في المدرسة أو بين أفراد العائلة تقول والدته بفخر: خضنا صراعًا طويلًا قبل أن نجد الخطة العلاجية المناسبة وكانت النتائج مذهلة أصبح لديه نظام نوم منتظم وتحكم أكبر في طاقته.
قصة فهد هي شهادة على أن التحدي لا يعني الفشل بل هو بداية لفرص جديدة إذا تم التعامل معه بالشكل الصحيح، كما أن الأم تلعب دورًا محوريًا في تقبل الطفل ودعمه لتكون اختلافاته سببًا لإنجازاته المستقبلية.