الصحوة – سالمه مرهون الفارسية
قالت: القارئ النهم جائع للقراءة أبدا، لا يشبع ولا يعادل بالقراءة شيئا فهي مصدر سعادته وغناه.
يقول الاديب عباس العقاد: ” أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني” فلطالما كانت القراءة هي نافذة الإنسان إلى العالم ووسيلته لاستكشاف آفاق جديدة وأبعاد لم تكن لتُدرك إلا عبر الكلمات. بين صفحات الكتب، نكتشف عوالم لم نطأها من قبل، ونخوض مغامرات تُثري الخيال.
هنا نجري حوارا مع الدكتورة فاطمة الشيدية أستاذة مساعدة بقسم اللغة العربية وآدابها، نسلط الضوء فيه على المقارنة بين المطالعة الاكاديمية والقراءة الحرة لتحقيق أفضل استفادة، كما سنتناول فوائد القراءة في تنمية التفكير النقدي والابداعي.
المطالعة الأكاديمية مقابل القراءة الحرة كيف نوازن بينهما؟
تشير د. فاطمة الشيدية، إلى أن القراءة شغف يتشكل باكرا وفق ظروف ثقافية وتربوية جادة من قبل الأهل أو المدرسة وعادة تكون توجيه يلقى قبولا واستعدادا لدى القارئ العاشق للكتب، أو قدوة يحتذي القارئ حذوها.
القارئ النهم جائع للقراءة أبدا، لا يشبع ولا يعادل بالقراءة شيئا فهي مصدر سعادته وغناه.
ولكن الحياة لها وجهات نظر أخرى فهي غير معنية بفكرة السعادة والشغف غالبا بل هناك المصلحة والحاجة وهي ما تمثل الدراسة والنجاح والاجتهاد في معادلة يجب أن تكون متوازنة مع شغف الإنسان.
وعليه فإن القراءة الحرة أو المطالعة يجب أن تكون في هامش الوقت وفراغه، أي في الإجازات والعطل، في حين تمثل القراءة الأكاديمية المقننة والمدفوعة نحو غايات براجماتية كالنجاح والتفوق جوهر الوقت ومتنه.
هل تؤثر القراءة الحرة على الأداء الأكاديمي للطلبة؟
يقول كارليل : ” الجامعة مجموعة من الكتب الجيدة” وبالتالي طبعا تؤثر القراءة الحرة في صناعة وعي فارق وثقافة عامة وشخصية ناضجة وعميقة، وإن كانت قد تضر بوقت الدرس بشكله التقليدي وضروراته التذكرية في استرجاع المعلومات وحفظها، وتتبع المنهج المقرر أحيانا، فليس كل منهج يعتمد العام بل بعضها يعتمد العميق والجاد والذي قد ينفر منه القارئ الذي يذهب بوعيه في مساحات أبعد عن المنهج العلمي فيحدث له حالة من الانسلاخ عن واقعه ودرسه، والأصل أن يحاول أن يهتم بقراءاته الأكاديمية ويوسع مداركه بقراءات حرة في أوقات الفراغ حتى يجعل لنفسه قاعدة ثقافية ينطلق منها لاحقا في التوسع والتحليق، فالإنسان بحاجة لإيفاء الحاجات مطالبها قبل أن يذهب في الاهتمامات النفسية والشغف العذب.
فوائد القراءة خارج المنهج في تنمية التفكير النقدي والإبداعي.
تجيب الشيدية، القراءة في كل مجال هي تشكيل وعي فارق وحالة فكرية أكبر وأوسع مما هو متاح، والقارئ الحاذق لا يجعل له حدود وأسوار وبالتالي فالقراءة طبعا تصنع للقارئ وعيا فارقا ناقدا وإبداعيا وتجعله _غالبا_ متقدما على أقرانه في التفكير والتحليل والنقد والإبداع.
والقارئ يتجاوز مساحاته كطالب ليصبح مبدعا مطلعا متسع المعرفة عميق الرؤية للكون وللوجود وللمعرفة.