الصحوة – سعادة المبسلية
لغة الإشارة تلك اللغة التي تعد الجسر الوحيد الذي يربطنا بأفراد نتشارك معهم الانسانية و المواطنة بما تحمله من أثقالها و أحمالها . نعيش سويا و نتشارك الإهتمامات و الحقوق و الواجبات . بعد كل هذا ألا يستحق الصم أن نكسر صمتهم و نتحدى الصعوبات من أجل اندماجنا جميعا و لحمتنا الوطنية؟؟
اليوم سيمر كما مرت قبله عشرات المرات ذكرى أسبوع الأصم العربي و غيرها من الأيام التي يحتفى بها بالصم و انجازاتهم و التي ينادى فيها بتمكينهم .. ولكن هل مجتمعاتنا و نحن أنفسنا مهيئين لنندمج مع الصم ؟! الدمج العكسي نحن نندمج معهم ! لما لا .. فالصم يبذلون جهدا كبيرا للاندماج في المجتمع و لتعلم المهارات الأساسية التي تمكنهم من الاندماج و العيش بإستقلال و رفاهية و لكن هل الاسوياء جاهزون لتقبل الصم بينهم .. لكي يتفاهموا و يتآلفوا معهم؟؟ ماذا لو كانت كل الجهود التي يبذلها الصم لا تلاقي تجاوبا من الطرف الآخر لأن المجتمع لا يزال غير مستعد لاستقبال وتقبل الصم ؟؟
و يأتي أسبوع الأصم العربي 44 هذا العام تحت شعار توظيف الصم مسؤولية اجتماعية إلزامية و ذلك بغرض التشديد على أهمية توظيف الصم في جعلهم أفراد منتجين مستقلين في المجتمع و تأكيدا على جاهزية الصم في القيام بدورهم اللازم و الحيوي لخدمة الوطن .
في الآونة الأخيرة تبذل مختلف المؤسسات المعنية بالصم و لغة الإشارة جهدا مضاعفا لنشر التوعية و التثقيف بأهمية تعلم اللغة و بكونها حاجة اجتماعية ملحة لتحقيق الإندماج بين مختلف شرائح المجتمع و جميع هذه الجهود المبذولة إنما تصب في صالح خدمة المجتمع و تطوره فهل نحتاج لمزيد من الوقت قبل أن تصبح لغة الإشارة لغة رسمية تدرس في المدارس و تساهم في تحقيق اللحمة الوطنية؟