متابعة – الصحوة
بعد أن نشرت الباحثة العمانية سميرة المحروقية مقالاً في صحيفة “الفلق” الإلكترونية بعنوان “عندما تغيب النزاهة العلمية”، تحكي فيه قصتها مع مشرفها الأكاديمي الذي سرق بحثها ونشره باسمه، أثارت قصتها حفيظة المغردون العمانيون في “تويتر” ، وكان الكاتب سليمان المعمري الذي عُرف باهتمامه بموضوع الانتحالات العلمية والأدبية وكشفها ، في مقدمتهم حيث قال في تغريدته على صفحته الرسمية ” مقال مؤلم من الباحثة العمانية سميرة المحروقي تتحدث فيه بمرارة عن حكايتها مع مشرفها الأكاديمي “المتنفذ” الذي سرق بحثها ونشره باسمه، ولم يكتف بذلك، بل اتهمها هي بالسرقة! أرجو من جميع من يصدق حكايتها مثلي المشاركة في هذا الهاشتاج #أتضامن مع سميرة المحروقي”.
وقد تصدر وسم “أتضامن مع سميرة المحروقي” قائمة المواضيع الأكثر حديثًا على منصة تويتر ليومٍ كاملٍ ، حيث عبّر فيه المغردون بين متضامنٍ مع قضيتها وبين محايدٍ و معارضٍ لها، عن أرائهم في الموضوع بكل شفافيةٍ ووضوح.
بين مؤيدٍ ومعارضٍ للتضامن!
كانت حجّة المعارضين للتضامن مع القضية نابعةً من عدم معرفة تفاصيل وملابسات القضية كاملة، حيث قال المغرد (بدر الجهوري) : ” لكل المتضامنين مع وسم #أتضامن مع سميرة المحروقي، هل تعرفون تفاصيل القضية كاملة؟ أم تفاعلكم عاطفي مبني على أقوالها هي؟ لا تكونوا كسيدنا داوود عندما وقف مع الطرف الضعيف دون أن يستمع للطرف الآخر، فندم على ذلك. أنا مثلكم. لا أعلم سوى قصة واحدة، لكني لا أتضامن حتى أعرف التفاصيل كلها”. وقال المغرد (أحمد الخروصي) : ” كيف أتضامن مع دكتور ولا دكتوره ما اعرف مين صاحب الحق ومين السارق.. ننتظر الجهات الرسمية توضح هذا الموضوع للجميع ووضع نقطه للحد من الإشاعات والأقاويل ((فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ )) “. كما قال (هيثم الجهوري) : ” ( يقال القانون لا يحمي الغافلين عنه) أعتذر ولكن لن أتضامن مع سميرة المحروقي وعلى الجميع قراءة القانون للحفاظ على حقوقه!! الأمر الأهم البحوث العلمية هناك إشتراطات لتكون انت مالكها!”. كذلك قالت المغردة (عائشة الحراصية) : ” لا أتضامن مع سميرة المحروقي قبل ان اطلع واسمع من الطرفين ،لست مهتمه طالما ان الموضوع مجهول بالنسبة لي ، ولكن ما ادهشني هذا الكم الهائل من الناس المتضامن مع مجرد مقال مقتضب الوقائع والحقائق وان يتضامنوا معه صلباً كما لو انهم عايشوا الوقائع مع الكاتب تماماً!!انه لأمر غريب حقاً!”
أما المتضامنون فور قراءة المقال فقد كان تضامنهم مع شخص لا يعرفونه وليس لديهم أية فكرة عن تفاصيل القضية التي مر بها فقد كانت حجتهم كثرة حدوث مثل هذه السرقات في السنوات الأخيرة، وعدم التوصل إلى حل جذري ينصف من يمرون بمثل هذه المواقف. يقول (يوسف الزدجالي) : ” تفاصيل مؤلمة للغاية في قصة الباحثة سميرة المحروقي، آن الأوان أن تلقى الإنصاف وأن تتعامل المؤسسات الأكاديمية والبحثية بمهنية ودون تحيز”. كما شارك الشاعر (يوسف الكمالي) في الوسم وعبر عن رأيه قائلاً : ” عظيم إيثار هذه الكاتبة سمعة وطنها ومؤسستها التعليمية على حقها ومظلوميتها حيث تكتمت كل هذه المدة وحتى الآن في مقالها على اسم المنتحل واسم الصرح التعليمي الذي ينتمي إليه وفي الآية {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم} .. تستحق أن نقف معها جميعا” . وقال مغرد آخر : ” بعد قراءة المقال للباحثة سميرة المحروقية أتضامن مع سميرة المحروقي، التي هُضم حقها في هذا الجانب، وينطبق المثل القائل:”ضربني وبكى، سبقني واشتكى”! حقيقةً هذا واقع يحدث في عدة مؤسسات تعليمية أن يقوم المشرف أو الأستاذ بأخذ الأعمال العلمية أو الأدبية لطلابه! نتمنى أن يتم انصافها”. كما ذكرت المغردة (سعاد الاسحاقي) في تغريدتها أن ” ما يحصل مع قضية سميرة يؤكد على أهمية وجود جهة تنظم أخلاقيات البحث العلمي ولا ارى جهة اكثر ارتباطا بالبحث مثل مجلس البحث العلمي، فلا توجد اي لجنة محلية تحمي أخلاقيات البحث عدا بعض اللجان المختصة بالجامعات وبعض الوزارات مثل وزارة الصحة”.
رأي الجهات المختصة
هناك من دعى إلى ضرورة توضيح القضية من قبل المؤسسة الأكاديمية المعنية ، فقد قال (حمد السعيدي) : ” على المؤسسة الأكاديمية التي حدثت بها السرقة أن تقدم بيان واضح للرأي العام.. وأن لا يكون هناك صمت على هذه القضية التي قد تفقد المجتمع ثقته في أكبر صرح علمي بالوطن”. وقال مغرد آخر ردًّا على من يقدم مثل هذه المطالبات: ” إن قدمت هذه بيانًا عن قضية السرقة العلمية، فماذا عن باقي المؤسسات؟ هناك بالتأكيد الكثير من القضايا التي لم يكتب لها أن تصبح قضير رأي عام.. “.
من جهتها، قالت جامعة السلطان قابوس لصحيفة “الوصال” أن قضية الباحثة سميرة المحروقية صارت الآن أمام الجهات المعنية ولا يمكن للجامعة التدخل الآن حتى تنتهي الجهات المعنية مما تقوم به، وفق الإجراءات والقواعد المعمول بها، فقد تخرجت المحروقية من الجامعة ولم تعد تحت مظلتها.
الجدير بالذكر أن سميرة المحروقية لم تذكر اسم المؤسسة التعليمية في مقالها ولم تذكر اسم مشرفها الأكاديمي كذلك، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى “إحتمالية أن يكون الدكتور الذي أشرف على بحثها هو أحد الذين ظهروا في وسائل الإعلام قبل فترة بعد إعلان الجامعة عن تحقيق هذا الدكتور مع أخرين لإنجاز علمي وُصف بأنه كشف عالمي لمعالجة أحد الأمراض المستعصية، وحُظي بتفاعل كبير في وسائل الإعلام المحلية، ثم لم يظهر بعد ذلك أي جديد عن ما قِيل أنه سبق علمي عالمي” ، وبهذه الطريقة ظهر اسم المؤسسة التعليمية المعنية لوسائل الإعلام.