الصحوة – أحمد بن ابراهيم النقبي
لامسنا حركة دؤوبة وزيارات ميدانية للمسؤولين الجدد بهذه الوزارة واستبشرنا خيراً وتفاءلنا بانفراج قريب لقضية الباحثين عن عمل وباقتراب وشيك لتحقيق الأمل، لسنا بصدد الاستعجال والتعجل بل ندعوهم للتخطيط السليم والتعامل الذي يتوافق وحجم الأمر وأهميته وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
في المقابل وبواقعية أكبر وبالإشارة إلى ما تم تداوله مؤخراً من حملات مسبقة لإعلانات عن وظائف وَتَرْقُبنَا لتغيير جذري لما اعتدنا عليه سابقاً إلا أننا صدمنا بأن الحال لا زال يراوح مكانه وبأن الأمر لازال على ما هو عليه ويدار بنفس المنهجية السابقة وخابت الظنون وفاضت العيون وغشيت فورات الأمل السكون.
شعار جميل وتوجه أجمل “نعمل” ليكن مختلفاً عما جرت عليه الأمور في السابق فالآمال المعقودة على الدماء الشابة ذات الكفاءة الموكول إليها الأمر بعد أن جمعت أركان وزوايا المسؤولية المتعددة لتكون تحت سقف واحد، تعمل بمنظومة واحدة تملك قراراتها بعد تشتهها لسنين خلت بين أكثر من جهة. التخطيط لاستيعاب تلك الفئة أصبح الآن تحت قبة واحدة وتحقيق الأمل المنتظر بات وشيكاً ونحسبه كذلك ثقةً وإيمانا بمن وضعت فيهم الثقة وتم تمكينهم بوحدة اتخاذ القرار دونما تشتيت لذا فطموحنا أن نرى نهجاً مختلفاً وواقعاً مدروساً مخططاً له وآليات تسودها العدالة وتكسوها الشفافية في الاختيار والتعيين مع مراعاة وارتباط وثيق بعمل التالي:
- إنشاء قواعد بيانات دقيقة واحصائيات شاملة واضحة ومحدثة بشكل دوري للباحثين عن عمل ولفرص الأعمال الآنية والمستقبلية
- إجراءات تنافس واختيار واضحة وشفافة وفق منهجية عادلة تراعى فيها مصالح كافة الأطراف ذوو العلاقة
- ربط مباشر بين بيانات الباحثين عن العمل وقاعدة بيانات فرص العمل دون الحاجة إلى إعلانات الشواغر التي سأم منها الباحث وأصابه اليأس من كثرة التقديم عليها
- إلغاء المقابلات الشخصية والاختبارات والاكتفاء باعتماد الشهادات الصادرة من المؤسسات التعليمية والجهات التدريبية والتطويرية المعتمدة
والأخذ بمنهجية التدريب على رأس العمل بديل لها وفق برامج إعداد مهنية واحترافية معتمدة لكل جهة عمل يتم من خلالها القبول النهائي في الوظيفة حال إتمامها بنجاح من قبل الباحث المعين كمتدرب وبحسب المدة المتفق عليها فهذا يغنينا عن العزف على وتر عدم موائمة مناهج التعليم مع سوق العمل - مراعاة أولوية أقدمية التخرج لشغل الوظائف المتاحة ليسهل على الباحث تخطيط ما سيقوم به في فترة انتظاره الحصول على الوظيفة وللتخلص من المحسوبيات للقفز على الأدوار
- تمكين خريجين المؤسسات والمعاهد التقنية والمهنية بإنشاء مصانع وورش تخصصية يقوموا بإدارتها وتشغيلها بعد تمويلها وإنشائها من جهات الدعم والتخطيط لها من قبل المعنيين عن التخطيط وتشبيكها مع الصناعات القائمة لإيجاد سلسلة وبنية صناعية متكاملة تتيح خلق المزيد من فرص العمل
- التركيز على الإحلال للعمالة الوافدة وإعطاء مدد واضحة للوظائف التي لا يمكن إحلالها بشكل فوري بتعيين وظيفة ظل لها لعماني تدعم مخصصاتها من وزارة العمل خلال تلك المدد المحددة للإحلال
- إعادة النظر في تعريف التعمين برفع النسب المقرره في بعض القطاعات وكذلك جعله معتمداً على النوع والكم وليس الكم فقط أي أن يكون شاملاً لكافة المستويات الوظيفية هذه بعض الأفكار الجديرة بالدراسة لوضعها محل التطبيق كما أن هناك أكثر من ذلك يمكن الخروج به إذا ما تم إشراك الباحثين عن عمل بعقد ورش عمل ومشاركتهم لوضع الأطر والمنهجيات اللازمة لوضع الحلول لقضيتهم وقضية الوطن بما يتوافق عليه الجميع لنكمل المسيرة التي أرادها السلطان الراحل طيب الله ثراه وتسعى لتحقيقها القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير والرفاه خطاه.