الصحوة – أحمد بن إبراهيم النقبي
أصبحت ساحات تويتر للبعض مكان لتشويه الحقائق والتشكيك في الجهود المبذولة من قبل بعض المؤسسات الحكومية والعامة والخاصة على حد سواء, فتجد بعضَ المغردين يغرد وفق هواه مَلْبَسًا على البعض نتيجة جهلهم ببعض الأمور وعدم إلمامهم فيلحن لهم بالقول ليلقى آذان صاغية منهم نظراً لميلهم إلى نظريات التشكيك والتخوين وعدم الثقة في الموكل لهم الأمور وعدم اكتراثهم بالبحث وتحري الدقة قبل التأكد من تلك التهم التي يكاد أن يكون جلها باطل وتصدر بناء على هوى المغرّد وتهدف لتحقيق مصلحة ذاتية شخصية قد تكون غير واضحة للآخرين فينساق البعض عن جهل وراءها والبعض الآخر يستهويه الفكر السلبي ويعتريه فقد الثقة في هذه المؤسسات نظراً لتجربة شخصية مر بها أو سمع عنها.
يقوم هؤلاء المغردين بلعب دور القاضي والجلاد في نفس الوقت وتنصيب أنفسهم أوصياء ورقباء على الناس، لا يتورعون في أحيان كثيرة عن القذف والتشهير بل الاتهام بالباطل دون أي دليل يستند عليه اتهامهم ولا حجة تدعم ادعائهم هذا سوى كما ذكرت أهوائهم الشخصية واستغلالا لجهل البعض وشللية البعض الآخر.
ولو أراد هؤلاء التحقق وتحري الدقة لرجعوا إلى تلك الجهات لأخذ المعلومة منها بشكل مباشر وعبر حوار هادف واطلاع على البيانات والحقائق من مصدرها.
إلا أن البعض كما أسلفت لا يهمه الحقيقة بقدر ما يستهويه التلبيس وقلب الحقائق ليبدو في أعين البعض الفارس المغوار وحامي الديار المنافح عن الحقوق والعالم ببواطن وظواهر الأمور مخفياً في قرارة نفسه الهدف من وراء هذا التشويه وتقليب الأمور ويتبعه الغاوون بجهلهم فتزدهر بهذا الهرج والمرج ساحات تويتر.
أقول لهؤلاء اتقوا الله في أنفسكم وَتَبِينُوا قبل أن تصيبوا الناس بجهالة فضلاً عن تعمدكم إغواء الآخرين بتزييف الأمور.
ونصيحتي للآخرين ممن ينساقوا خلفهم بأن الأبواب مفتوحة والمعلومات متوافرة لمن أراد التثبّت وساحة تويتر ليست المكان الذي يمكن التحاور فيه لتشعّب النقاش أحياناً وصعوبة التعاطي مع الموضوع محل النقاش نظراً لتعدّد المفاهيم وتباين الفكر بين البشر وكذلك اختلاف الزوايا التي ترى منها الأمور.
هذا لا ينفي أهمية تويتر في تسليط الضوء على الأمور الهامة وكذلك إبداء الرأي وتبادل الأفكار إلا أنه قطعاً لا ينبغي أن يكون للتخوين والتشهير والاتهام بالباطل والقذف لا تصريحاً ولا تلميحاً لأن عواقبها وخيمة وقد تعرض أصحابها للمساءلة القانونية فهدر كرامة الآخرين وانتهاك حقوقهم قطعاً لا يمت لحرية الرأي بصلة ولا يتناسب وأخلاق المسلم.