الصحوة – محمد بن سعيد القري
باحث عن عمل لصاحب شركة: أرغب في الانضمام إلى مؤسستكم العريقة، لدي المؤهلات المطلوبة، وسأبذل قصارى جهدي لإثبات جدارتي، بل سأعمل بمثابرة غير عادية من أجل تحقيق الهدف المنشود، ورؤيتكم التي ترمون إليها ورسالتكم النبيلة، صدقني لن تندم.
صاحب الشركة: من كل قلبي أود ذلك، ولكن لم يعد هنالك شاغر في الشركة، الكثيرون يأتون إلينا يوميا ولكننا نعتذر منهم جميعا.
باحث عن عمل: لقد ذهبت إلى مختلف الشركات، ولم أحصل على فرصة حتى لو براتب بسيط جداً، فقط من أجل أن أكسب بعض الخبرة. ما رأيك، أن أتدرب في شركتكم لفترة وجيزة حتى أستطيع الحصول على فرصة حقيقية، وأبني مستقبلي.
صاحب الشركة: اسمع يا ولدي، أعرف شغفك، وحاجتك الملحة، ولكن ما باليد حيلة، لا استطيع.
باحث عن عمل: معقولة لا تستطيع؟! وأنت تملك أكبر شركة في المدينة، بل أن إنتاجية الشركة لديك تزداد بشكل غير معهود…. أنا أعلم أنك لم تحقق النسبة المحددة لتحقيق الحد الأدنى من التعمين؟
صاحب الشركة: كيف عرفت ذلك؟
الباحث عن عمل: الأخبار، ووسائل التواصل الاجتماعي، الدنيا أصبحت صندوق صغير!
صاحب الشركة: بما أنك تستقصي الأخبار سأزودك بمعلومة، قبل خمسة أعوام كنت في اليابان، لحضور معرض للتقنيات الحديثة، وخلال تجوالي تعرفت على مندوب شركة تنتج رجالا آليون. لم أعر الأمر أهمية في البداية، ولكن مندوب تلك الشركة عرفني على الكثير من ميزات هذه “الروبوتات” وأقنعني. وبعد أخذ ورد، وافقت على شراء خمسين آليا، وعندما أحضرتها هنا ووضعتها على خط الإنتاج، وجدت الفارق كبير بين الآلي والبشري، فقد زادت الإنتاجية فما كان مني إلا أن استبدلت العمال كلهم برجال آليين، والموظفين في مكاتبهم كذلك، والحمد لله المشروع قائم ومنتج.
الباحث عن عمل “مندهش” : طيب إذا عطل أحد هذه الآليات؟
صاحب الشركة: لدي ضمان مدة عشر سنوات، وإذا تعطل أي شيء في الرجال الآليين إما أن يرسلوا متخصصا ليصلحها أو بإمكانهم التواصل مع الآلي عن بعد، ويعيدوا برمجته و إعادة تأهيل الآلة أو حتى استبداله.. أضف إلى ذلك، لن أضطر لدفع رواتب لها، فقط علي شحنها بالبطارية. كذلك بإمكانها العمل عشر ساعات متواصلة، أيضا تنفذ كل ما نريده منها بل إنها لن توجع رأسنا بطلبات كثيرة، ولا تصاب بكورونا كوفيد ١٩.
الباحث عن عمل: وماذا عن الباحثين عن عمل؟
صاحب المؤسسة: الأفضل أن يتحولوا إلى آليين..
تدخل سكرتيرة صاحب الشركة، تضع قهوة، وتنصرف.
الباحث عن عمل: أهاااا، هذه موظفة..
صاحب المؤسسة: هذه أيضاً آلة، يبدو أنها صناعة متقنة، حتى أنت لم تستطع التعرف عليها..
الباحث عن عمل: اعتبرني آلي من الآن، أنفذ كل ما تطلبه دون أن أنبس ببنت شفة.