الصحوة – مزنة بنت مسعود الصبحية
بالأمس رحل صباح الكويتيين.
وانقلب النهارُ ليلًا، ياله من مشهدٍ حزين!
رعدٌ وبرقٌ، ودخانٌ، وصياحٌ وأنين.
رحل الأب، والأخ، و الناصح الحكيم.
هو روح السلام، وفي كفه السلام.
يخلق فينا التفاؤل بمجرد ابتسامته والحنين
إلى مناظر (الكويت)، وأبراجها، والميناء القديم.
أبي صباح!
ما زلتَ في ذاكرتي لا يمحُك الموتُ ولا البَيْن.
أتشفق لرؤيتِك، وكأنني سلوتُ بأنَّ المرء غيرُ مديم
وكيفَ لفقيدي لا يعود، وهو قلبُ ونواةُ البلد المستقيم؟
ذكراك فاح في أرجاء عمان، بلدك الآخر، و المأوى الأمين.
يشتاق إليكَ البحرُ، والطبيعةُ، وأهلها من شبابٍ ومسنين.
لك آثارٌ طُبِعَت بحوافيرِ التاريخ على (مسقط) الملهمين.
وحتى جنوبها لم يخلو من طيفِكَ المشرق المنير.
أمرُّ ب(الشويمية)، وتتشكل غصةٌ وحزنٌ أليم.
في كلِّ أرضٍ حُفِرَت صورتك و الثغر الرحيم.
تبكيك أهاليها، وتسرد سيرتك بحبٍ وولهٍ لوجهكَ الكريم.
آهٍ آه، يا شويمية صباح، لله دركِ من موطنٍ عظيم!
لقد احتضنتي والدًا رحومًا، وقائدًا حليم.
وها هو الحزن اليوم يتجدد بعد شهرين من الرحيل.
يحكي قصةَ رجلٍ مقدام بنبرةِ يتيم.
فصبرًا لنا و للكويت (وطن النهار) على فقد صباح المودة و السلام.