” كرة القدم الرياضة التي أجد نفسي فيها”
الصحوة – حاورته / ذكرى بنت راشد الهنائية
لطالما كان الشغف والسعي الدؤوب للقيام بأي أمر صعب مهما كان يغدو أمامهما سهلا وتزداد العزيمة للقيام به، فخميس الصلتي أحد المنجزين الذي تحدى إعاقته و أسرته التي كانت تخاف عليه من الأذى لكونه كفيف البصر ليصبح أحد أقدم اللاعبين في المنتخب العماني لكرة القدم للمكفوفين، وفي الحوار سنركز على مسيرته الرياضية الحافلة بالإنجازات الرياضية التي حققها على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.
بدايات الشغف بكرة القدم .
كنت في بدء حياتي كحال أصدقائي المبصرين والمكفوفين الذين ينتمون لحب كرة القدم ؛ فهي الرياضة التي أجد نفسي فيها، فبدأت اللعب مع أصدقائي المبصرين في المنطقة التي أعيش فيها.ولم أضع حائل يمنعني من ممارسة هذه اللعبة، لكن أسرتي لخوفها على تضرري حاولت منعي كثيرا ، لكني تبعت شغفي الذي أوصلني لمراحل متقدمة في هذه الرياضة.
تحديات وعقبات.
التحديات التي واجهتني كثيرة، فقد عانيت من تردد قبول اللاعبين لي و الذي ينقسم بعضهم للخوف عليّ من التأذي والتعرض للإصابات وبين قسم آخر لا يريدون اللعب معي لكونهم يظنون أنني سأخرب عليهم اللعبة؛ فليس الجمبيع من يعي أن للمرء شغف يود المحاربة لأجله مهما كانت التحديات التي أمامه؛ فقد حاولت بكل الطرق الممكنة لإقناع أهلي بأني أستمتع بهذه الرياضة أكثر من أي شيء آخر،و استمر هذا الحال إلى أن ظهر اختراع كرة القدم للمكفوفين التي ساعدتنا في اللعب من خلال الأصوات التي تصدرها لتوجيه حركتنا لتسديد الأهداف.
تدرجات خميس للوصول للاعب في المنتخب العماني للمكفوفين.
كما أسلفت سابقا فقد كنت ألعب مع الأطفال إلى أن دخلت معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين وبدأت أتمرن على هذه الرياضة من خلال حصص الرياضة ويطيب لي أن أذكر الأستاذ عدنان العويني الذي اكتشف موهبتي في لعبة رياضة كرة القدم ، ثم تدرج اختياري لتمثيلي للمنتخب العماني للمكفوفين بعد تصفيات ومعسكرات داخلية، إلى أن اُخترت في عام حيث 2017 حيث جُمّع حوالي 40 كفيف من مختلف ولايات السلطنة ليتم التصفيات من 40 إلى 30إلى 10 ثم ثمانية لاعبين يكون أربعة منهم أساسيين والمتبقين في الاحتياط ، وأذكر أن أول بطولة لي كانت في الجزائر وكنت حينها أصغر لاعب فقد كان عمري 16 سنة، أما عن دخولي للمنتخب فقد كانت أول بطولة شاركنا فيها بطولة كأس أمم آسيا في عام 2019 في تايلند وكنا كأول منتخب عربي يشارك في البطولة، واعتُبرت أول عماني يسجل للمنتخب العماني وتم اعتماد ذلك في كشوفات الاتحاد العالمي لكرة القدم للمكفوفين .
مشاركات وجوائز.
هناك العديد من المشاركات على الصعيد المحلي فقد حصلت على المركز الأول مرتين على مستوى السلطنة في تنس الطاولة، وعلى المركز الأول على مدار ثلاث مرات في بطولة عُمان المفتوحة لكرة الهدف، وأخذت في ذلك لقب الهدّاف.
وعلى مستوى الخليج حصل المنتخب على المركز الثاني في بطولة الخليج لكرة الهدف للمكفوفين ، كذلك حزنا المركز الأول في بطولة روح الإتحاد في دولة الإمارات العربية الشقيقة.
وأيضا كانت هناك مشاركات متنوعة بين بطولة العرب وكأس الخليج وبطولة آسيا وغرب أسيا .
تحديات في ظل وجود كورونا .
الجائحة تسببت في توقفنا لمدة 10 أشهر، فبطبيعة الحال توقفت ممارساتنا التدريبية التي تمت معالجتها من خلال المتابعة من الجهاز الإداري والفني للفريق بالعمل على القيام ببعض التدريبات من البيت .
آمال وتطلعات .
نحن من الدول في الخليج الذي ليس لها اتحاد خاص للمعاقين وذلك يحد من مشاركاتنا وكلاعب في المنتخب آمل أن يكوّن اتحاد خاص بالرياضات الخاصة للمعاقين بالتحديد للمكفوفين، لأن بوجود الإتحاد نحن نضمن الإستمرارية التي يتكون منها الإنجاز هذا هو الشيء الأساسي الذي نطمح له كلاعبين.
الخطط الرياضية القادمة.
كانت خطتنا في عام 2020 أن نقوم بعمل بطولة مفتوحة وأجلت بسبب الجائحة.
كذلك أن الجدير بالذكر أن سلطنة عمان بصدد تقديم ملف لاستضافة بطولة آسيا القادمة في عُمان،وآمل أن يلاقي ذلك الملف القبول لأننا بقبوله سنكون أول دولة عربية تستضيف بطولة آسيا أيضا آمل أن تكلل مشاركاتنا بالمستويات التي نطمح إليها.
كلمة أخيرة للأقران المكفوفين
إن لعب كرة القدم يحتاج له أن يكون اللاعب صابرا على التدريب ومحبا لذلك قبل كل شيء، وأن التحديات والعرقلات ستكون موجودة على امتداد الطريق، فالقرار عائد لك في كل الأحوال، كما أوجه رسالة لأسر الأشخاص من ذوي الإعاقة أن يدعموا أبناءهم المحبين لهذه الرياضة أو غيرها من الرياضات وأن لا يكونوا عائق يمنعهم من المحاولة في الأعمال التي يجدون أنفسهم فيها.