الصحوة – أحمد بن إبراهيم النقبي
كيف لبلدان تفتقر للموارد الخام أن تتبوأ عرش الريادة في الاقتصاد وبلدان أخرى تعج بالموارد والمواد الخام تتذيل المشهد الاقتصادي؟
عرفت الدول الصناعية المتقدمة حكاية إضافة القيمة لما تستورده من خامات بأبخس الأثمان بكتابة أسطر قصة النجاح عبر التصنيع والاستغلال الأمثل لتلك المواد الخام وتحويلها لمنتجات ذات قيمة عالية وإعادة تصديرها للدول المنتجة لتلك المواد بأبهظ الأثمان حتى مالت كفة الميزان لصالحهم وراوحت البلدان التي تتمتع بالموارد مكانها حبيسة لاستنزافها لمواردها الخام وتصديرها بأسعار زهيدة ومن ثم استيرادها للمشتقات الناتجة والمصنعة منها بغالي الأثمان؟
علينا قراءة سطور الحكاية جيدا وبتمعن علنا نعي الدروس ونستفيد منها، فلا نهوض لأمة أغفلت الصناعة واعتمدت على استيراد المأكل والملبس والمركب والسلاح فجعلت بذلك مصيرها مرهون بمن تستورد منه تلك المنتجات.
متى ندرك بأن لكل مادة خام أيّاً كانت نفطية، معدنية، زراعية لها سلسلة كاملة يمكننا تعظيم الاستفادة منها بتشبيك حلقاتها للاستفادة القصوى منها ولجني منافعها وعوائدها سأذكر منها مثالين.
النفط الخام كمثال، كلما شبكنا حلقة الاستكشاف والإنتاج بحلقة التكرير والتصفية متبوعة بحلقات البتروكيماويات لننتهي بحلقات التصنيع للمنتجات المختلفة سنكون أضفنا الكثير من العوائد من كل حلقة وأقمنا صناعات توفر الكثير من فرص العمل والأعمال وكذلك جلب التقنية وتعزيز الابتكار.
المثال الآخر قطاع الزراعة والأسماك كم من الصناعات التي يمكن أن نثري من خلال الحلقات التي توفرها هذه السلسلة من تسويق للمنتج الخام مضاف إليه حلقات التبريد والتجميد والتصنيع والتعليب انتهاء بإنتاج الأسمدة عوضاً عن صيدنا وتصديرنا الجائر إن صح التعبير للإنتاج الخام بأسعار زهيدة وإن تحققت الاستفادة فحتماً ستكون قليلة محدودة وكذلك المستفيدين منها!
ولنقس على ذلك القطاعات الأخرى من تعدين ومحاجر وغيرها.
فهل يعاد النظر في استراتيجيات الاستفادة من مواردنا الخام وتوظيفها التوظيف الأمثل لتحقيق تنمية شاملة وإيجاد نهضة صناعية متكاملة مترابطة نفخر ونفاخر بها تمنحنا الاكتفاء الذاتي والرخاء الاقتصادي المنشود.