الصحوة – د.حمد بن ناصر السناوي
في الأسبوع الماضي تناقلت وسائل الإعلام خبر اقتحام مجموعة من الأشخاص مقر الكونجرس الأمريكيّ احتجاجا على نتائج الانتخابات الأخيرة والتي فاز فيها الرئيس الجديد جو بايدن، وقبل أن يقوم الكونجرس بإعلان هذه النتيجة قام الرئيس ترامب بنشر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يدعو أنصاره بالاعتراض والتجمع أمام مقر الكونجرس، لبى العديد الأفراد ذلك النداء وشاهدنا الفوضى التي عمت المكان والتصادم بين المحتجين وأفراد الأمن؛ مما دفع ترامب بالتغريد هذه المرة طالبًا من أنصاره التوقف عن أعمال العنف والعودة إلى منازلهم.
لم تكن تلك المرة الأولى التي تَحدّث فيها وسائل التواصل ردود أفعال مثيرة للجدل، فقد تعودنا أن يلجأ البعض إلى تلك الوسائل؛ للتنفيس عن المشاعر السلبية التي تنتابه فتتحول العوالم الافتراضية إلى ساحة للتراشق و تبادل الاتهامات، ربما لأن عدم مواجهتك للطرف الأخر يمنح البعض فرصة للتحرر من القواعد الاجتماعية التي اعتدنا عليها مثل: احترام الطرف الأخر، والتريث قبل الرد، والتفكير في ما يمكن أن تحدثه الكلمات من جرح لمشاعر الاخرين، أو ربما نتأنى قبل التهور والتغريد بشي في لحظة غضب ممزوجة ببعض من الشجاعة المزيفة، حتى وإن تداركنا الموقف وقمنا بالإعتذار ومسح التغريدة المحرجة إلا أن آثارها تبقى ربما؛ لأن العديد من المتابعين سيقومون بإعادة نشرها ليس حبا في المغرد لكن لتوثيق صورة نمطية عنك قبل إنتقادك والسخرية منه.
دعونا الأن نناقش بعض النقاط التي يجب الانتباه لها قبل أن نغرد:
- تذكر أن الكلمة أمانةٌ ومسؤوليةٌ فأحسن اختيارها وتفكَّر في نتائجها، فالكلمة الطيبة تفرح القلب وتزيل الأحقاد بينما الكلمة الخبيثة قد تشعل فتنة الخلافات والمشاحنات بين الأفراد والمجتمعات.
- إسال نفسك قبل أن تنشر تغريداتك هل ما كتبته صحيحا أو مفيدا لمن سيقرأه؟، أم مجرد فضفضة لا تعود بالفائدة لأي أحد، وإذا كانت فضفضة هل متابعيك هم الأشخاص المناسبين لتلقيها؟
- احرص على الهدوء وضبط النفس قبل أن ترد على تعليقات الأخرين كي لا تندم على ما كتبت، أعد قراءة ما كتبت قبل النشر؛ لتتأكد بان عباراتك موزونة و غير جارحة لأحد.
- تمهل قبل أن تقوم بإعادة نشر الأخبار والمعلومات كي لا تسهم في نشر الشائعات والترويج لنظريات المؤامرة دون أن تدري ، فالمواقع الافتراضية قد يكون مجالا خصبا لتبادل لمثل هذه الأفكار التي تؤذي الرأي العام وقد تجلب الضرر للعديد من الأفراد.
- تذكر أن تكون سفيرا جيدا لمهنتك، فإذا كنت طبيبا فسيعتبر الأخرين كلاما نابعا عن خبرة في مجالك، فلا تتسرع في نشر المعلومات الطبية قبل التأكد من صحتها؛ كي لا تؤذي الأخرين بتغريداتك.
- تجنب العبارات المسيئة والكلمات المؤذية؛ سواء كانت سبًّا أم شتمًا أم سخريةً أم غيرها، فضررها كبير، والخير فيها قليل، تذكر قول الله تعالى: {وقولوا للناس حسنا}.
- احترم أنظمة وقوانين الدولة وثقف نفسك بقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات؛ كي لا تقع في المحظورات بقصد أو دون قصد.