الصحوة – أحمد بن إبراهيم النقبي
من المؤلم أن يهاجم البعض بتلميحات مسيئة أو تشكيكات لا معنى لها في حق الآخرين بسبب تصرف ما قاموا به أو عمل ما لم يوفقوا في أداءه أو لربما في سوء فهم أو اختلاف بالرأي ووجهات النظر.
فكتابات التخوين لمن قام بتقديم استقالته من وظيفته أو بمن اجتهد للتوصل لقرار وأعلن عن خطة عمل ظاهرها لا يبدوا مقنعاً ولا تمثل النهج الصحيح للتعامل مع قضية ما بحسب البعض أصبحت تلاقي الكثير من الرواج لدى البعض فيبدأ كيل التهم ونزع حب الوطن والإخلاص للوطن منه وكأن الوطنية لا تسمح للفرد بأن يخطئ ولا تسمح له بأن يفاوض من الأجل الحصول على الأفضل بل عليه أن يكون معصوماً عن الخطأ والزلل وكذلك عليه القبول والتسليم بما يملى أو يفرض عليه من نزع لحقوق يراها أو امتيازات كسبها.
لا أبالغ بالقول إن هناك من الفاسدين من هم على منابر الوطنية وحب الوطن أعلى وأحرص من بعض من يتسمون بالصلاح؟ ! منطق قد لا يتفق معي فيه الكثير لكنه واقع مشاهد فهناك من الفساد والصلاح ما هو مبني على الجهل وكلاهما مضرّة بالأوطان لكنها قد لا تنبع من سوء نية وخيانة.
لذا دعوتي من خلال هذا المقال هو تجنب التصنيف للوطنية وإطلاق الألقاب على من هو الوطني ومن هو الغير وطني فالمفسد قد يكون أساء للوطن من حيث يدري أو لا يدري إلا أنه أخطأ ويمكن محاسبته بالقانون ولكن لا يتم تجريده من وطنيته وانتماءه إلا بدليل تآمر وخيانة واضح والمطالب بحقة والمعبر عن رأيه إن كان مصيباً يجب علينا أن نشد على يديه ونؤيده ونسعى معه كي ينال حقه إلا أننا لا نكسيه هالة من الوطنية فقد تكون دوافعه شخصية وليست وطنية ومن كان مخطئاً في مطالبته نقدم له النصح ونوجهه ونجادله بالتي هي أحسن ولا ننزع منه وطنيته وحبه لوطنه ونضعه في رتبة متدنية من الوطنية.
المزايدة على حب الوطن والوطنية لا ينبغي أن يتصدر كتاباتنا فالانتماء والإخلاص هما مشاعر وعاطفة متأصلة يغذيهما الإيمان وتنبع من دواخل الإنسان ومحلها القلب لا يعلم بها إلا الله وليس لأحد أن يحكم عليها كائن من كان.
نعم هناك أعمال تبرز هذه النوايا وتظهر تلك المشاعر والعواطف لكن يبقى تفسيرها وتفسير الهدف من ورائها في قلوب أصحابها وعلي الآخرين إحسان الظن ما لم تكن تلك الأفعال مُجْرِمَة أو مسيئة، فحينها يتم محاسبة أصحابها بما يتلاءم وتصنيفها وفق الأعراف والقانون. .
حفظ الله تراب عمان وأدام الله إخلاص وانتماء أهلها وأبعد عنها كيد أعدائها المتربصين من خارجها وحفظها من جهل الجاهلين فيها وأرجو من الله التوفيق والسداد في القول والعمل.