الصحوة- أثير الندابية
من بين 1400 نوع نباتي هناك 118 نوعًا من النباتات في عمان تجمع بين القيمة الغذائية والقيمة الطبية، 63 نوعًا منها موجود بشكل طبيعي في البر ويعد الزعتر واحدًا منها، فإذا تعرضت هذه النبتة الطبيعية للظروف القاسية مثل الجفاف، وسوء الاستخدام من قبل الناس حينها سنفقد كنزًا طبيعيا وهبهُ الله لأرضنا، وسنضطر لاستيرادها من الخارج بأسعار مرتفعة، هنا يأتي مشروع استزراع الزعتر العماني وإنتاجه للمهندس الزراعي أحمد الهاشمي كحلٍ لمشكلة جفاف الموطن الأصلي للزعتر، وبهدف إنتاج الزعتر العماني بكميات تجارية تغطي السوق المحلي العماني. الصحوة التقت به للتعرف على مشروع استزراع الزعتر العماني.
- حدثنا عن مشروعك وكيف بدأت فيه؟
بدأ الأمر عندما ذهبت لزيارة “الجبل الأبيض” ولاحظت أن الزعتر الطبيعي بدأ يتأثر بالظروف الطبيعية مثل الجفاف، من هنا فكرت في استزراع الزعتر العماني واستكثاره لحمايته من الانقراض، وكذلك لتغطية السوق المحلي عوضًا عن استيراد الزعتر من الخارج بمبالغ مرتفعة نوعًا ما. بدأت مشروعي في 2012 بدعم من صندوق التنمية الزراعية والسمكية، كمرحلة أولية بدأت في جلب البذور من مناطق مختلفة وعمل الأبحاث عليها. في 2013 انتهى الدعم ورفضوا طلبي لتمديد الدعم؛ فبدأت بالعمل بنفسي في مزرعة خاصة ملك لوالدي في ولاية “الكامل والوافي”، ومختبر خاص، استغرق العمل على الأبحاث ما يقارب 7 سنوات تقريبًا. وفي العام الماضي بدأت بإنتاجه تجاريًا ووزعته على المحلات التجارية في “محافظة الشرقية” و “ومسقط” وغيرها من المناطق.
- كيف تمكنت من زراعة الزعتر في بيئة مختلفة نوعًا ما عن بيئته الطبيعية؟
من الناحية الطبيعية الظروف المناخية لولاية “الكامل والوافي” مناسبة نوعًا ما، إضافة إلى ذلك هيأتُ بيئة مشابهه لبيئته الطبيعية من خلال التحكم في درجة الحرارة والرطوبة. كذلك عملية الاستزراع نفسها تكون على مراحل فتقضي الشتلة مدة 3 أشهر في المختبر حتى تتأقلم ثم أنقلها إلى المشتل والمرحلة الأخيرة أغرسها في الأرض.
- ما الإشكالية التي تعترض طريق المشروع ليكون منتجًا محليًا يسهم في اكتفاء السلطنة ذاتيًا؟
حتى يغطي المشروع السوق المحلي وتكتفي السلطنة ذاتيًا نحتاج إلى إنتاجه بكميات تجارية بالتالي نحتاج لمساحات واسعة وبها كميات من الماء لزراعته، وفي الوقت الحالي لا تتوفر لنا مساحة شاسعة. قدمنا على طلب للحصول على أرض لكن لم نحصل عليها لغاية الآن، ولا يمكن استعمال أرض مستأجرة لأن المشروع طويل الأمد.
- ما الخطة القادمة للمشروع؟
أعمل حاليا مع مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية لتسجيل الزعتر كمنتج عماني. وأعمل على تجارب لإنتاج منتجات ثانوية من الزعتر تغطي السوق المحلي مثل ماء الزعتر وزيت الزعتر، وشاي الزعتر الذي يصنع من الأوراق الصغيرة.
- هل تتوقع أن تكون السلطنة مستقبلًا مصدرة لا مستوردة للزعتر من خلال هذا المشروع؟
نأمل أن تكتفي السلطنة ذاتيًا ثم نصدره للخارج، وفي الحقيقة بدأت نوعًا بتصديره للخارج لشركة بهارات في “لندن”، كذلك شاركت سابقًا في معرض نفذته “غرفة تجارة وصناعة عمان” في “قطر” وتلقيت ردود أفعال ممتازة وتقدمت بعض الشركات لطلب كميات من الزعتر العماني.
- كلمة أخيرة تختم بها؟
عمان بها خيرات كثيرة وتنوع نباتي غالبيتها نباتات طبيعية وعطرية ولها قيمة طبية وغذائية، فأدعو الشباب لإجراء الأبحاث عليها وتحويلها لمنتجات تجارية، والأهم أن يتخصصوا فيها بهدف التركيز عليها للخروج بمنتجات ذات قيمة وتغطي السوق المحلي.