الصحوة – م. أحمد بن إبراهيم النقبي
ترددت كثيراً قبل أن اكتب في هذا الموضوع حيث أني لمست استياء الكثير من هذا القرار في جل الحوارات والمجالس ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي والمقاطع المصورة التي قام أصحابها تارة بإلقاء اللوم على متخذي القرار وتارة أخرى إظهار الحنق على منافذ التسويق الكبيرة لعدم توفيرها الأكياس البديلة المتعددة الاستخدام بالمجان ووصمهم بالجشع ومحاولة التربّح من وراء بيع هذه الأكياس والتقصير في حماية المستهلك من ذلك الطمع؟ !
من وجهة نظري أن تلك الرسائل تصب في الاتجاه الخاطئ وذلك ربما جهلاً من البعض بأسباب المنع وكذلك أسباب عدم إلزام مراكز التسوق بتوفير الأكياس بالمجان حالها حال أكياس استخدام المرة الواحدة.
أما ما يخص الهدف من المنع فهو باعتقادي أنه معلوم للجميع وهو الحفاظ على البيئة من خلال تجنب أضرار تلك الأكياس الذي أصبح مشاهداً وواقعا ملموساً وخطرها البيئي أصبح جلياً على البيئة العُمانية والإنسان وعلي الحياة الفطرية.
في المقابل يتساءل البعض لِمَ لم تلزم مراكز التسوق بتوفير الأكياس متعددة ومتكررة الاستخدام بشكل مجاني وهنا يأتي دور المعنيون بالقرار لبذل المزيد من التوعية لإيصال الصورة بشكل أوضح.
فباعتقادي لو أن المراكز وزعت هذه الأكياس بالمجان لأصبحنا ندور في نفس الدائرة فسنرى النوع الجديد من الأكياس منتشراً كسابقه في كل مكان ولتفاقم الضرر نتيجة توزيعه بالمجان والذي سيصاحبه عدم اكتراث الكثير لاستخدامه بشكل متكرر لأنه وببساطة يتم توزيعه بالمجان.
إذا القضية هي ليست في بيع تلك الأكياس بل الهدف من ذلك، وهو التوجه والرغبة في رفع مستوى الوعي لدى المستهلك بتغيير النمط السلوكي للتسوق وتعويده على بذل الجهد في استخدام الأكياس بشكل متكرر للحفاظ على البيئة وتقليل الاستهلاك المفرط لتلك الأكياس البلاستيكية بنوعيها لتجنب الأضرار البيئية.