الصحوة – مريم بنت إبراهيم الفارسية
اعتلى المنبر بتوءدةٍ مبتسمًا على غير عادته! فرش أوراقه على منصّة الإلقاء مستشعرًا تعطّش الآذان من حوله، أحنى قامته للحضور إكبارًا لهم
أيُّها المعلّم، يا خليفة خير خلق الله، يا مؤدّب الخلفاء، ومعلّم القادة، وصانع العظماء، إنّني – لعلى يقينٍ بأنّنا مهما رفعنا من قدرك، وأسهبنا في تعظيم نداك فإنّنا لن نبلغ مُدَّ أحدكم أو نصيفه!
إنّه يومك، وكلُّ أيام أمجادنا من صنعك، يا من تذود عن الأمَّة؛ فتبني بعطائك الأجيال، ويا من تواري سوءة الأُسَر؛ فتصنع من ضحاياها الأبطال.
ها نحن ذا في هذا اليوم الأغرّ، نخلع النرجسية عن ضمائرنا فنعترف بتقصيرنا بحقّكم، وهضمنا حقوقكم من سالف الزمان حتى الآن، فكم طمسنا من نور عطائكم بخططٍ من سرابٍ! وكم شغلنا أوقات عملكم وفراغكم ببدع المهام وألوان الكلام! وقد آن الأوان أن نزفّ إليكم بعض التباشير، وإن هي إلَّا غيضٌ من فيض امتناننا لكم.