الصحوة – سُعاد بنت سرور البلوشية
لأول مره على مستوى سلطنة عُمان انطلق في 19 مارس 2021 أول دوري نسائي لكرة القدم في الصالات المغلقة، تحت رعاية صاحبة السمو السيدة ميان بن شهاب آل سعيد في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر في محافظة مسقط، ليعكس بين مؤيد ومعارض رأي شريحة عريضة من المواطنين في مختلف وسائل الاتصال والاعلام، لاسيما وأن الدوري يُعنى برياضة مشهورة على النطاق العالمي وذات سيط في مختلف أرجاء الكون، كرة القدم معشوقة الجماهير.
وبغض النظر عن مختلف الآراء التي هي محل تقدير، فإن القراءة الأولية لعدد الفرق والأندية المشاركة في هذا الدوري، ونتائج الجولات الأولى والثانية، توضح مدى الوعي المجتمعي بأهمية الرياضة أياً كان نوعها ومستواها، وتؤكد على أهمية الاستثمار الجيد والايجابي في القدرات الكامنة لدى أفراد المجتمع بشكل عام وكافة الفتيات المشاركات في هذا البطولة وغير المشاركات من مختلف محافظات ومناطق السلطنة بشكل خاص.
وإذ تُعد اللياقة البدنية والجسمية أبرز مكتسبات ممارسة الرياضة والمواظبة عليها، فإن الوصول للرضا والتوازن والاستقرار الداخلي من خلال الرياضة أيضاً تأثير لا يمكن الإغفال عنه، ناهيك عن دورها في تعزيز الكثير من قيم وسلوكيات الاستفادة من الوقت، والتفكير بشكل مختلف وبناء، فضلاً عن تأثيرها وفوائدها الجمة في تكوين الشخصيات وإعدادها بشكل متميز وقيادي، فإن دوافع الفتيات على تفاوت أعمارهن لممارسة هذه الرياضة كغيرها من الأنشطة والرياضات متعددة، وما هذا الدوري إلا خطوة جيدة نحو تحقيق اشباعات ورغبات لطاقات معينة مباشرة وغير مباشرة، قد تحميها – على سبيل المثال – من الكثير من الأمراض على وجه التحديد.
إن للفتاة العُمانية منذ سنوات عدة حضوراً في كافة الألعاب إن صح التعبير، وحققت إنجازات وبطولات على مراحل مختلفة، كما أن العديد من الفرق التي شاركت في هذه البطولة تأسست منذ سنوات، وتمارس تمرينات رياضة كرة القدم في صالات مغلقة تحت مظلة الأندية المنضوية لها بالإمكانات المتوفرة والمتاحة، إيماناً وتقديراً للدور الهام الذي تقوم به المرأة على كافة الأصعدة، كما هي استجابة للحاجات الإبداعية التي تتميز بها المرأة، وانعكاس للتقدم الثقافي والمعرفي الذي يشهده المجتمع عموماً.
ويعكس التحفيز والاهتمام في تنفيذ هذا الدوري بإشراف نسائي تام، فرصة لإثبات التفوق والقدرة على تحقيق الفوز بتسجيل الأهداف، والمنافسة لإظهار الخبرات وتبادل المعرفة بين المشاركات، والوقوف على نقاط القوة لتطويرها وتقويمها ونقاط الضعف لتحسينها وتنميتها وتعزيزها برفع مستوى العناية بها، وبما يكفل إسهامها في الدفع بخطط وتوجهات احتواء وتمكين الشباب والفتيات وإشراكهم في مسيرة بناء ورقي الوطن.
فالاهتمام بهذه الرياضة وغيرها من الرياضات المتعلقة بالمرأة، من خلال مختلف التسهيلات المادية والمعنوية وتكثيف البرامج التدريبية والتأهيلية التي تضمن استدامتها، كفسحة ومساحة للترويح عن النفس، عبر تزويد كافة الأندية بمراكز وصالات متخصصة بالمرأة تراعي قيم وعادات المجتمع، وتحفظ للمرأة خصوصيتها وتضمن لها أحقية ممارسة ولعب الرياضة بأريحية توائم طبيعتها، سيساهم في سرعة انتشار وتسويق ثقافة هذه الرياضة، وسيساعد على تُقبل الجنسين في المجتمع على وجود منتخب وطني عُماني لكرة القدم النسائية، يلبي التطلعات المستقبلية للمهتمين على مختلف المستويات.