الصحوة – المهندس/ أحمد بن إبراهيم النقبي
تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار متكررة بين الفينة والأخرى يعرض فيها بيع بعض من مقتنيات وهدايا ووثائق خاصة بجلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- او عرضها بالمزادات الدولية، مما يثير حفيظة البعض بدافع من الحب والتقدير.
فبحسب ما يرونه بأنه لا يليق أن تعرض هذه المقتنيات الخاصة للبيع في المزادات نظراً للمكانة السامية والمقام العالي للراحل وبشغف الإحتفاظ بتلك المقتنيات على أرض الوطن كنوع من التقدير والعرفان والوفاء لباني نهضة عمان الحديثة.
وهنا الأمر له أكثر من تأويل وتفسير لا يتسع المجال للخوض فيها إلا أنه من المجمع عليه والحمد لله بأن تلك المقتنيات تجد وتلقى ترحيباً وتهافتاً عليها في الخارج قبل الداخل وهذا من علامات القبول التي وضعت للسلطان الإنسان في قلوب الناس عمانيون وغير عمانيون وكذلك يتجلى حب وتقدير المنتقدين لعرض هذه المقتنيات في المزادات فالجميع التقى على حب المغفور له -طيب الله ثراه-.
كان جلالة السلطان يتّسم بالكرم والسخاء وعرف عنه حب التهادي وكانت عطاياه وهداياه كثيره ولم تكن مقصورة على فئة ضيقة ومحدودة بل تجدها لدى الكثير من الناس غنيهم وفقيرهم فبعض المقتنيات والهدايا من الطبيعي أن تجد طريقها للمزادات من قبل مالكيها لأسباب وكما أسلفت متعددة وتبقى خاصة بأصحابها.
فإذا كانت المعروضات من الهدايا فلا ضير في ذلك فصاحب الهدية له حق التصرف فيها سواء بالبيع او بالإهداء وإن كان البعض منهم يميل للإحتفاظ بها تقديراً وإجلالاً لهاديها وذكرى طيبة ربما ارتبطت بلقاء او مناسبة لها وقع جميل عليهم.
وفي نفس الوقت هناك الكثير والكثير من المقتنيات الخاصة باستعماله الشخصي وممتلكاته الخاصة به والتي ينبغي أن ينشأ من أجلها متحفاً بل اكثر من متحف، تحمل اسمه وتخلد إرثه الذي إتسّم بثرائه وتنوعه لتكون مقصداً سياحياً يستفاد منه ويعكس واجهة حضارية توثّق مرحلة هامة في تاريخ عمان الحديث وبما يتناسب مع شخصيته الفريدة وامتداد أثره وتميز سيرته وكذلك تحقق مردوداً وعائداً اقتصاديا
قياساً على ممتلكاته -طيب الله ثراه- فتخصيص ركناً بالمتحف الوطني وآخر في العسكري قد لا يكفي لسرد رواية حكم امتد لخمسين عاماً أسست لنهضة حديثة شاملة شهدت أحداث ووقائع متنوعة ومثيرة ناهيك عن شخصية جلالتة الاستثنائية وحبه وشغفه بالفن والعلم والدين والثقافة والحياة العسكرية والتي أبقت الكثير من الإرث وفي مجالات متعدد والمقتنيات كثيرة ومتنوعة من موجودات ووثائق وصور ملحمية جدير بأن يحتضنها متحف يحمل اسمه ويليق بإرثه رحمة الله عليه.