الصحوة – اشتهر العمانيون منذ القدم في مختلفالمجالات الحضارية منها شقّ الأفلاج حيث ذاع صيتهم عاليًا وازدهرتالزراعة في عُمان عبر مختلف العصور وشقت الأفلاج والقنوات المائية فيأنحاء البلاد.
ويُعد فلج الكامل الذي يقع بين ولايتي المصنعة والرستاق من الأفلاج التي شُقّت في عهد الإمام سيفبن سلطان اليعربي الملقب بقيد الأرض الذي كان من المفترض أن يسقيالمزارع في المصنعة.
وقد وجد الباحثون كتابة نحتت على صخرة في وادي يقاء المتفرع من وادي بني غافر كُتب عليها “بحر يموج سهل الخروج”، وقد تكررت في أكثر من موضع، وقد سماه الإمام سيف بن سلطان بـ “الكامل”؛ لرغبته في إكماله رغم صعوبة وطول المسافة التي تصل إلى 40 كيلو مترًا، لكن وافته المنية قبل إكماله المشروع.
ويقول الباحث المهندس حارث بن سيف الخروصي إنه خُطط لمنظومة فلج الكامل أن تكون أوسع مما نتصور؛ حيث كان من المفترض أن يكون نهرًا كبيرًا يسقي المصنعة التي تحتوي على تربة جاهزة للزراعة إلى جانب وقوعها على ميناء استراتيجي مهم.
وأضاف أن عين الخضراء في وادي السحتن تغذي الفلج وهي عين قديمةدافئة دائمة الجريان وتقع في وادي السحتن بالرستاق إلى جانب وجود سد قديم يقع في المضيق بين قرية الخضراء وفشح أو فسح إضافة إلى واديحيل بَنت بالقرب من الرستاق.
وأشار إلى أن فلج الكامل الواقع بالقرب من قرية المسفاة /مسفاة الجوابر/الواقعة بين ولايتي الرستاق والمصنعة ما تزال آثاره ماثلة إلى وقتناالحاضر، كما أن الجزء المكتمل من الفلج تم استغلاله لسقي القرية وما يزاليعمل بكل كفاءة، إلا أن بعض الأجزاء القديمة اندثرت.
كما تطرق الباحث يونس بن جميل النعماني إلى منابع فلج الكامل منها فلجالحزم الذي كان يسقي بعض المزارع في الطريف إلى جانب وجود أجزاءغير مكتملة من الفلج وثقوب أرضية بين قرية “جما” و “الطريف” والتيمن المحتمل أن تكون جزءًا من منظومة فلج الكامل.
أما عن أسباب عدم مواصلة الإمام سلطان بن سيف الثاني لإتمام فلج الكاملوإيصاله إلى المصنعة، يذكر الإمام نور الدين السالمي أن الإمام سلطان بنسيف أراد أن يبني حصن الحزم، والذي كلف كثيرًا من الأموال بالإضافةإلى إنشاء مشاريع أخرى ذات أهمية أكبر.