الصحوة – موزة الدفاعية
بينما هي تهرول بين الصفاء والمروة؛ لتبحث عن الزاد، بعد أن تركها زوجها مع رضيعها في وادٍ أجرد، لا زرع فيه ولا ماء، فإذا بقدرة الله تفجر الماء من تحت الأرض لتروي ضماهم حتى ارتويا، ثم سقت كل العباد من حاجٍ أو معتمرٍ أو زائرٍ، هذه قصة السيدة هاجر الشهيرة مع ابنها نبي الله إسماعيل، فما هو سر ماء زمزم الذي اتفق العالم أجمع بأنه ليس له مثيل.
ينبع ماء زمزم من بئر بمكة المكرمة، وهو ماء قلوي يحتوي على تركيزات عالية من الأملاح المعدنية، مما جعله يختلف عن المياه الأخرى حيث ترتفع نسبة الأملاح مثل الكالسيوم والمغنسيوم في هذا الماء بنسبة 2000 لتر مقارنة بالمياه المعدنية المعالجة التي تتراوح نسبة الأملاح فيها ما بين 150 الى 350 لتر، إضافة الى ذلك إن تركيبة ماء زمزم القلوية هي عكس تركيبة المياه الأخرى الحمضية؛ ويرجع ذلك لكي تمد الحجاج بالطاقة في تلك الأجواء الحارة التي تتميز بها مكة المكرمة.
يتميز هذا الماء بأنه لا لون له ولا رائحة ولا طعم، وماءه حلو ونقي، حيث قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم “خير ماءٍ على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعامٌ من الطعم، وشفاءٌ من السقم” وتشير بعض الدراسات إن المصدر الرئيسي لمياه زمزم فتحة تحت الحجر الأسود مباشرة يبلغ طولها 45 متر، والمصدر الثاني فتحة كبيرة باتجاه المكبرية (مبنى مخصص لرفع الآذان والإقامة مطل على الطواف) وطولها 70 سم، وفتحات صغيرة أخرى. وإن بئر زمزم تقع على بعد 21 متراً من الكعبة المشرفة، كما أفادت الدراسات إن العيون المغذية للبئر تضخ ما بين 11 الى 43 لتراً من الماء في الثانية.
عُرف ماء زمزم بأسامي مختلفة مثل شراب الأبرار والطيبة والبركة والعافية، لما له من فوائد جمة ومنها إزالة الفضلات الحمضية، وتنظيم الهضم والمحافظة على توازن الجسم، كذلك له فضل في تقوية الجهاز المناعي، والتخلص من جميع أمراض العيون وأمراض القلب المزمنة.
إن شرب ماء زمزم له الكثير من الفوائد؛ لان الله تعالى أودع فيه أسرار عظيمة، منذ نشأته وبمكوناته وبخصائصه المثالية التي تفرد عنها عن جميع المياه المعدنية.