الصحوة – خلود الخالدية
كعادة الشباب العماني يسعى لإيصال معرفته العامة والتخصصية لمجتمعه ومن حوله، وما هذا إلا جزء من واجبهم الاجتماعي اتجاه هذا الوطن، من هؤلاء الشباب الدكتورة أمل البلوشية طبيبة عمانية خريجة جامعة السلطان قابوس من كلية الطب والعلوم الصحية والمسؤولة عن عيادة الأنف والاذن والحنجرة سابقاً بالمجمع الصحي بديوان البلاط السلطاني وتقوم حاليا بدراسة الماجستير في علم السمع بالجمهورية الأيرلندية بجامعة كورك، والتي أنشأت برنامجا طبيا على تويتر بعنوان “ساعة مع أمل”، أجرت “الصحوة” حوارا مع الدكتورة لتسليط الضوء أكثر على برنامجها الطبي.
بدايةً ذكرت الدكتورة نبذة تفصيلية للبرنامج ذاكرةً أنه عبارة عن لقاء مباشر مع طبيب مختص بساحة برنامج التواصل الاجتماعي “تويتر” يتم فيه طرح أسئلة ومناقشة موضوع يختص بمرض معين أو أمراض متعلقة بجهاز من أجهزة الجسم بأسلوب مبسط ومفهوم يصل إلى المستمع بكل يسر وسهولة شامل لجميع ما يلزم معرفته من قبل اختصاصي يجيب ويقدم الوعي للمتلقي على ما يجب فعله عند وجود الأعراض ومتى يلجأ الى الطبيب المختص وكيفية تشخيص المرض وطرق الوقاية منه إن وجدت مع إعطاء المتلقي رسالة توجيهية توعوية وإتاحة الفرصة في نهاية الساعة لطرح أي سؤال يحب الاستفسار عنه.
أما عن سؤال من يستهدف هذا البرنامج فأجابت الدكتورة بأن البرنامج يستهدف جميع فئات المجتمع بكافة الأعمار لمستخدمي برنامج “تويتر” ولكن هذا لا يمنع أن يغطي بقية أفراد المجتمع كونه برنامج صوتي.
وحول كيف أتتها فكرة انشاء هذا البرنامج فقد قالت البلوشية أن “نشر المعلومة الطبية والتثقيف الصحي هي غاية وفكرة تبادرني منذ زمن وقد كانت بداياتي في التوعية والتثقيف بمشاركاتي بفعاليات صحية تثقيفية خاصة المتعلقة بصحة الأذن والسمع ومنها يوم السمع العالمي ويوم الأصم العربي وغيرها وكذلك قمت بنشر تغريدات بحسابي الخاص عن ما يتعلق بالصحة العامة خاصة ما يخص بتوعية الناس بالالتزام بالإجراءات الوقائية للتعامل مع جائحة كوڤيد ١٩، وكذلك تغريدات في تخصصي وهو علم السمع و أمراض الأذن وكذلك كتابة ونشر بعض المقالات المتعلقة بالمواضيع ذاتها ولكن بعد تجربة البرنامج الصوتي (كلوب هاوس) ومناقشة بعض المواضيع المتعددة عليها باستخدام الصوت ، ونظرًا لوجود نفس الخاصية في برنامج تويتر أبديت رغبتي أن أستخدمها ولكن في توسيع نطاق توعيتي بما أقوم بدراسته ثم تغيرت الفكرة لتشمل كل ما يهم المجتمع خاصة وإننا نفتقر نوعا ما للتوعية الطبية وصعوبة التواصل مع الاطباء في غير بيئة العمل واخترت تويتر لملاحظتي أنّ الاغلبية تُحبّذ برامج التواصل الاجتماعي وعزوف الناس نوعا ما من متابعة التلفاز والاذاعة خاصة البرامج الطبية التي تستخدم غالبا مصطلحات تصعب فهمها ، فأحببت وضعها بصورة سلسة للمتلقي وبأسلوب بسيط ومسموع ويمكن الوصول اليه بكل سهولة”.
وأضافت البلوشية أنها قد اختارت منصة “تويتر” لأنه إحدى وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر شيوعاً واستخداماً من كل الفئات والاعمار والمؤسسات والمجال فيه أكثر اتساعا ويشمل المجتمع العماني والعالمي بنفس الوقت فهو فضاء واسع شامل وسهل الوصول وخاصية الساحات الصوتية قد توصل المعلومة بشكل أسهل كما ستتيح للمستمع فرصة المشاركة بكل سهولة عكس ما هو عليه في التلفاز والاذاعة
وحول فكرة التوجه لمواقع تفاعلية أخرى تقول الدكتورة أنه يطالبها الكثير ممّن حولها بتسجيل الحلقات أو ربطها باليوتيوب أو الأنستجرام ولكن لأنّ الفكرة لا زالت جديدة وليس لها خبرة ببرامج التواصل الاخرى فتجد صعوبة في الربط كما أن المساحة الصوتية اللامرئية تعطي مجال أكثر بالأريحية في الطرح.
كما ذكرت أنه هنالك إقبال ولله الحمد ويوما بعد يوم يزداد عدد المتابعين عند حضورهم للساحة وتلاحظ أن وما شجع الدكتورة أكثر هو اهتمام المتابعين بالحضور للقاءات ومتابعة الملخصات وسؤالهم عنها وعن البرنامج في حال تأخرت عن النشر للملخص وأيضًا إرسال ما يهمهم من مواضيع يطلبون مني عمل ساحة متعلقة بها واستضافة الطبيب المختص بها.
أما فيما يخص المواضيع المطروحة فردت البلوشية قائلة “لقد طرحت عدة مواضيع طبية بالساحة وإلى اليوم أقمت ١٩ حلقة مختلفة ومنها صحة الفم والاسنان وصحة الطفل مع التحديات المعاصرة والصحة النفسية وسط الجائحة وأمراض الانف والاذن والحنجرة وأمراض الدم لدى الأطفال وجراحات الحوادث والقولون والسمنة والاختناق أثناء النوم وأمراض المفاصل والجلد والحروق والترميم وكذلك أهمية النشاط البدني وأضرار التدخين وعن مرض السكري والصداع والصرع وصحة الأم خاصة في فترة الصيام. وبإذن الله سأقيم حلقات جديدة مختلفة ولكن بكثافة أقل في عدد المرات خلال الأسبوع، وستتناول مواضيع مختلفة باستضافة نخبة من الأطباء والاختصاصيين”..
وحول سؤال هل لاقى البرنامج دعما من قِبَل أي مؤسسة حكومية كانت أو خاصة فأجابت الدكتورة أنه وللأسف لم يحظى البرنامج إلى اليوم بالاهتمام من وزارة الصحة أو غيرها من الجهات المختصة وهذا عائد كون البرنامج جديد وبخدمة جديدة في برنامج تويتر ولأنه يصدر من حسابها الخاص وبمجهودها الشخصي، ولكن يحدوها الأمل أن يلاقي المزيد من الاهتمام وأن يتبنى من الجهات المختصة في قادم الوقت بإذن الله أو أن يقوم به غيرها من الزملاء لأننا كلنا نسعى لنفس الهدف النبيل.
وأضافت أنه ما يهمها حقيقةً هو أن البرنامج يحظى بمتابعة عدد كبير من المتابعين ويقوم بتشجيعها الكثير من أصحاب الحسابات المعروفة بالسلطنة وغيرهم من المتابعين الذين يشكلون الجوهر الاساسي والمستهدفين من البرنامج وكذلك نخبة من الاطباء المتميزين الذين يسهمون بإنجاح البرنامج بالمشاركة أو النشر والمتابعة والتشجيع الدائم لتقديم المزيد وإبداء رأيهم لها ومن هذا المنبر أوجه لهم جزيل الشكر والتقدير
اختتمت الدكتورة الحوار قائلة أن الطبيب وسيلة الله في الأرض ولا بد أن يفيد المجتمع من علمه ويصل إليهم في مواقعهم أينما كانوا وبأي وسيلة للتواصل حتى نوجد مجتمع واعي ومثقف صحيًت وذلك لأهمية هذا الوعي في الوقاية أولا ثم تشخيص واكتشاف الامراض باكراً وعلاجها على أكمل وجه، وأتمنى أن يحذو زملائي حذو الاطباء الذين كرسوا جل وقتهم وجهدهم من أجل خدمة المرضى في كل زمان ومكان وأن نكون خير خلف لخير سلف ورسالتي هي ضمان وتوسيع نطاق الوعي الصحي في السلطنة وخارجها بأي وسيلة كانت لأنها تصب في مصلحة.
البرنامج التي تقوم به الدكتورة أمل البلوشي هو برنامج توعوي صحي وبه كمٌّ هائل من المعلومات التي تفيد المستمع إلى البرنامج، كما أنها تسعى للإجابة عن تساؤلات الجمهور، وهو ما يؤكد رغبة الدكتورة في إحياء برنامجها وإيصال فكرته وهدفه المنشود، وما زال الشباب العماني معطاءً لهذا الوطن، ومقدما لِمَ يستطيع تقديمه وإن ساءت الظروف وصعبت، فبورك الشباب وبوركت الهمم.