الصحوة – مارية البوسعيدية
قرية المضيرب بولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية، عُرفت بطابعها التجاري منذ القدم، وتشهد على ذلك معالم سوقها القديم الذي قام على البيع والشراء آنذاك، وقد سميت القرية فالماضي بـ(مسقط الصغرى).
ومن أهم المعالم التي تشتهر بها قرية المضيرب؛ فلجها العذب، وسوقها القديم، والقلاع المحيطة به، وسورها القديم، حيث كانت القرية مسورة بسور كبير يحيط بها، ولها ٣ أبواب للدخول والخروج هي: (باب كشام – والباب الغربي وهو باب السوق – والباب الشرقي بإتجاه المزارع )،وجميع هذه الأبواب اندثرت باستثناء، باب كشام ظل صامدًا في مكانه ولم يغير إلى يومنا هذا، وتم نقل الباب الغربي وتركيبه في مجلس قديم بشرقي السوق.
ويعد مسجد كشام المبني من الحجارة من شواهد القرية القديمة، إضافة إلى دروازة كشام ، والبيوت والحارات القديمة التي بنيت على سفوح الجبال بشرقي المضيرب.
واهتم أهل القرية بالخيل والإبل فقد خصصوا مركاض كشام (مركاض الخيل والإبل)مكان تقام عليه سباقات الخيل والهجن، التي تشتهر بها معظم ولايات شمال الشرقية.
وباستحضار صورة الحياة قديما فقد كانت الحياة بدائية وبسيطة، حيث كان جميع الأهالي الذين يملكون سلعة للبيع، يعرضونها بالسوق،ويتم اليبيع بالمقايضة ( مثلا يبيع لحم مقابل الرنز والزيت والبهارات )، وكان أهل القرية يجتمعون عصر كل يوم لبيع ما يمكن بيعه من احتياجات الناس، ويقبمون اجتماعهم هذا أيضا، لقعد الفلج.
ويعد قعد الفلج من العادات القديمة والتي لا تزال إلى يومنا هذا، حيث يتم التجمع كل أسبوع لقعد الفلج (قعد الجمعة )، ويتم ذلك بسوق الجمعة ، وحاليا توقف هذه العادة بسبب الجائحة.
وقديمًا كان قاطني القرية كغيرهم من القرى القديمة، يعملون في المزارع والرعي والصيد، أما ببزوغ فجر النهصة المباركة، أصبح السكان ينتسبون إلى الأعمال التي يطلبها السوق ،فأصبحت حياتهم كحياة كل القرى بعدما تطورت واستحدثت.
و بالحديث عن الزراعة والمزارع الخضراء الجميلة بالمضيرب ،فإن تلمحاصيل تلتي يتم زراعتها متنوعة، و من المعروف أن لا يتخلى المزارع العماني عن زراعة النخيل، ومن أشهر أنواع النخيل التي تزرع بشكل رئيسي بقرية المضيرب ( جداد النبيله والمدلوكي )،وباقي الزراعات الثانوية تعتمد على كل شخص وما يحب أن يزرع بمزرعته.
ومن أهم المستجدات و التطورات التي شهدتها القرية بسواعد أهلها ؛هي أعمال الترميم والصيانة التي تمت بالقرية منها؛ ترميم القلاع القديمة والحفاظ عليها، وترميم معالم سوق المضيرب، التي اندثرت، وتم ترميمها وإعادة إحياء السوق من جديدو، إضافة إلى ترميم دروازة كشام، وبعض البيوت الأثرية، وصيانة و ترميم الفلج،
وإيصال شارع معبد لمعظم الطرق بالقرية.
وحرص المهتمين بالسياحة من أهل القرية على وضع لوائح ارشادية لكل منطقة في المضيرب، لتعريف الزائر بأهم مقتنيات بلدتهم.
وفي الآونة الأخير بدأ أهل القرية بإنارة الطرق المؤدية إلى المزارع بالطاقة الشمسية، كمبادرة أولية وفي المستقبل يأمل الأهالي القيام بإنارة جميع الطرق.