◀ رواية ” حرب الكلب الثانية”
← إبراهيم نصر الله
• قرأتُ يومًا عبارة عميقة لأحدهم تقول:”الأكثر انتقادا لأمرٍما في مختلف المجالات هم الذين كانوا مُعجَبين به ومنتمين إليه سابقاً!” وهي ذات الفكرة التي يرتكز عليها نصر الله في روايته المتفردّة هذه.
• تندرِج الرواية بخيالها العلمي المُرتكز على معطيات الحاضر تحت “أدب المدينة الفاسدة” فقد قدّم الكاتب تجربة مذهلة لما يمكن أن تؤول إليه المجتمعات البشرية عامة والعربية خاصة تحت وطأة الحروب التي تختلف أسبابها وتشترك في نتائجها.
• في اعتقادي أن الكاتب في هذه الرواية خرج من جميع الأُطر التي اعتاد عليها القارئ في السرد مما يجعله متسائلا طوال النص هل هذا هو الماضي الذي يؤرق عقولنا أم الحاضر الذي يقودنا للمجهول أم المستقبل الذي يعيش شتات الزمن؟!.
• ويحاكي الكاتب من خلال ماتم ذكره في (النقطة الأولى) كيف للإختلاف الذي تتقاتل البشرية لأجله أن يدمرها إذا ماكان “تشابه”!، وهو بذلك يزعزع أفكار قارئه ليجعله باحثا ساعيا نحو التفكر بجدية في أمر أرهق البشر وقادهم نحو الحروب.
• استخدم نصر الله الرمزية العالية في الرواية وهو مايدفع المتلقي لترجمة المكتوب واسقاطه على واقعه، فالكاتب هنا لايرتكز بالنص على الحبكة والحل بل يذهب إلى أبعد من ذلك بمشاركة القارئ التهيئة لما يمكن أن تخلفه “حرب الكلب! “.
• أنتَ أمام نص أدبي عميق المعنى سهل السرد عزيزي القارئ، وأظن أن مثل هذه الرواية تستحق أن تُطرح في الكليات والجامعات لتعويد الطلبَة على التفكر والتساؤل للوصول إلى جذور الفكرة.
وداد المانعية