الصحوة – سليمة بنت عبدالله المشرفية
في ظل الحظر العام الذي فُرض على الشعب العماني في أيام عيد الأضحى المبارك ينشغل الشارع العماني بالكثير من الاهتمامات التي تفرضها عليه عقيدته الإسلامية وموروثاته التقليدية من أبرزها كيفية إقامة شعائر دينه في ظل التشدد المفروض عليه في هذه الأيام المباركة.
لقد جاء قرار اللجنة العليا لمتابعة جائحة كورونا فرارا من زيادة حالات تشخيص كورونا والتي من الممكن أن يتعثر بها القطاع الصحي في البلاد نتيجة صلة المواطنين بذويهم في أيام العيد وهو بلا شك قلق في محله ولكن.
إن الأخطار المتوقعة التي أرادت اللجنة تداركها ليست بأكثر خطورة من الأخطار الأخرى من عدة وجوه ، فمن جهة التواصل مع الأهل فإن الكثير والكثير من أبناء الشعب التحقوا بأهاليهم وذويهم خلال الأيام الماضية وسيقضون معهم مباهج العيد طوال أيام الحظر ولظروف الحظر سيكون التجمع أكبر في بيوت الأجداد ، وبالتالي فإن علة الحظر زائلة من هذا الوجه !
ومن وجه آخر فإن الأطباء يحذّرون من حمى القرم النزفية والتي تصيب البعض إثر الأعياد نتيجة تكاثر الحشرات على بقايا الأضحيات والتي من المحتمل أن تنشط هذا العام أكثر من الأعوام السابقة نتيجة لإغلاق المسالخ الحكومية وهذا خطر آخر لا يقل عن خطر الإصابة بكورونا!
ومن وجه ثالث فإن تفرّق الناس-لو حصل- في هذه الأيام الأربع واجتماعهم لاحقا لا يقضي على كورونا ولا السماح للناس بإقامة شعائر دينهم في ظل توصيات مشددة سيزيدها ولقد شهدنا إغلاق المساجد لمدة عام كامل فلم يرحل كورونا بإغلاقها ولا زاد بفتحها فانظروا لأنفسكم علة الزيادة دون التعلل بإقامة الشعائر الدينية
ولمزيد من التوضيح لقد شهد العالم في ما مضى نهائيات كأس أوروبا وكانت الجماهير الحاضرة تلتصق ببعضها البعض دون أي محذورات صحية وشهدنا أعياد الهندوس دون أي تحذير من إقامتها ولكن منذ أن اقترب عيد المسلمين الأكبر حتى شهر رئيس منظمة الصحة العالمية سلاح لسانه المصدّق بعدم إقامة صلاة العيد!
وإننا لا نستغرب لسان الغرب المسلط على المسلمين منذ أمد بعيد ولكننا نستغرب هذه البلادة العقلية التي أصابت المسلمين في عقر روؤسهم حتى أضحوا ألعوبة في أيدي سواهم يقلبونها كيفما ومتى شاءوا بأساليب متنوعة ومناهج متعددة من أجل إغراقهم في ظلام دامس يتخبطون فيه خبط عشواء”ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور”