الصحوة – محمد بن خميس الحسني
يتفنن بعضنا في الإنتقاد بحجة تصحيح المسار للبعض ويبني حكمه على أساس ما يراه هو صحيحًا بغض النظر عما يخلفه ذلك الإنتقاد من حرج وأذى للطرف المتعرض للنقد.
يخلط البعض بين النقد والإنتقاد فلا يفرق بينهما إلا أن هناك فرق كبير فالنقد لا يحمل حرج أو تعرض أحد للسخرية والنقد يكون لأمور تتعلق بأمر به هدف وليس لمجرد أن أعيبه وأنقد عليه وبعضهم يريد أن يتصيد فمجرد أن يظهر أي فعل أو سلوك المستهدف يجد سيلًا من القول وهنا يسمى بالإنتقاد الذي يغلب عليه طابع التشهير وقذف الناس بما ليس فيهم .
كما أن الفرق بين النقد والانتقاد أن الأول فعل عادل ومنصف يوضح الإيجابيات والسلبيات دون اتهام وتجريح لأحد في حين أن الانتقاد يهتم أكثر بتصيد الأخطاء والجوانب السلبية دون تصويب أو إيضاح للحقيقية وغالبًا ما يكون به إنتقاص وذم.
النقد في معظم الحالات يتقبله المنقود وبعضهم يسعد به كونه نقد هادف وبه تحليل وفائدة وهناك من يسعى للوصول لأي نقد وهناك نقد يقصد به فقط مجرد الإشارة بالوصف فقط ليقال عنه ناقد فتجده يسعى ويبحث لأي حاجة لينقدها حتى وإن كان النقد لا جدوى منه.
وهناك من يترصد وينتظر بفارغ الصبر ليشهر بغيره وهذا ما نراه عندما يقوم أي شخص مشهور بأي فعل لافت ولو كان بسيط يكيل له المكيال بالوصف الغير لائق وإن قام بسلوك ما مخالف لبعض القيم ينهال عليه الأحاديث اللاذعة ومنهم من يألف عليه القصص بأحسنها وسبحان الله في طبع بني البشر منهم من يأخذهم الفضول ليتابع ليلاحق أي إنسان مشهور أينما يذهب ليتحدث عنه على ما يشاء من كلام زائد عن الحقيقة.
وهناك العديد من الفنانين واللاعبين المشهورين من يواجهون إنتقاد وذم وتشهير وتأليف أخبار معظمها غير صحيحة ولكن لا يردون عليها لانهم لا يريدون أن يفتحون باب على أنفسهم لا يستطيعون سدها وهناك من يردون على تلك الشائعات ويشتكون على أولئك المؤلفين للأخبار الكاذبة كذلك هناك نوع من أولئك المشهورين من يفرحون لأي إنتقاد لهم بسبب جلب الأنظار لهم.
همسة لافتة :
إنقد بما شئت ولو كان موجعًا بشرط أن يكون واقعي وليس حاجات مؤلفة به لغط كبير فالناس لا تسكر أفواه أحد.
البعض للأسف من يقلد حتى في النقد فلما يرى زميله بدأ بإبداء الملاحظات البسيطة فتجده يسارع ليؤكدها على الرغم من أنه لا ناقة له ولا جمل في النقد.
نبتعد عن الإنتقاد الضار والذي يولد الحقد والكراهية بين الناس إنتقاد يخلق مشاكل عدة تصل بعضها للخراب وقطع المحبة والمودة.
نتجه للنقد بأنواعه وإن كان سلبيًا لأنه لا يتعرض للذم والنقص في صفات الشخص المنقود وإنما إستهداف لتصحيح قول أو سلوك كما النقد به فوائدة عدة أهمها تعلم عيوبه وبالتالي يستطيع إصلاحها ربما لا يتقبلها في البداية لكن في النهاية سيقتنع بها.
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال: رحم الله امرأ اهدى الي عيوبي وليس العيب في الخطأ وإنما العيب في الاستمرار في الخطأ·
ودمتم بود
alhassani60536@gmail.com