الصحوة – سُعاد بنت سرورالبلوشية
تُعتبر التطبيقات الذكية أحد أهم مخرجات الثورة الصناعية الرابعة التي اجتاحت العالم خلال السنوات الماضية، وقد شكلت مؤخرا وسيلة رديفه من وسائل الاتصال والتواصل بين الناس لاسيما في حالات الأزمات أو الكوارث، حيث برزت استخداماتها في تبادل المعلومات الرسمية وغير الرسمية بين أطياف المجتمع على امتداد مواقعهم الجغرافية الداخلية والخارجية، من خلال استثمار ممكنات الثورة الصناعية الرابعة والاتصالات المتقدمة وتقنيات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء.
فلقد لعبت التطبيقات الذكية على تنوع أنظمتها واختلاف برامجها دوراً اتصالياً حيوياً بين الجمهور، فعلى سبيل المثال كان لهذه التطبيقات دور كبير وفعال في ايصال التعليمات الصادرة من اللجنة العليا المكلفة بمتابعة مستجدات فيروس كورونا كوفيد 19 إلى مختلف شرائح المجتمع، كما هي متنفس للترفيه والتسلية، وكذلك أصبحت تحتل مكانة مهمة باعتبارها وسيلة لقضاء الحاجات الضرورية، وبالتالي برزت استخدامات لم تكن معهودة لهذه التطبيقات في الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية والمهنية والتعليمية والثقافية وغيرها الكثير.
كما لعب استخدام هذه التطبيقات الذكية دوراً مهماً وحيوياً في تزويد الأفراد بالأخبار ومستجدات الأحداث، مما انعكس بالايجاب على تمكينهم من ترتيب أولوياتهم واتخاذ القرارات عطفاً على الأحوال والمعلومات التي غدت توفرها لهم، ناهيك عن الاستجابة السريعة لكل ما من شأنه حفظ النظام وإضفاء الأمان على الجميع.
إن توافر التطبيقات الذكية وإتاحة المجال لاستخدامها لدى كافة أفراد الأسرة الواحدة، سهلّ من عملية التحديث والمتابعة المستمرة للمعلومات وتحليلات البيانات خاصة في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة في إدارة الجائحة الصحية لفيروس كورونا، والجهود غير الطبيعية المبذولة بمختلف الدول من أجل التقليل من آثار ومخاطر هذا الوباء، والسعي العالمي نحو توفير لقاحات تخدم البشرية، وتعيد الحياة إلى سابق عهدها قبل الجائحة.
إجمالا ً يمكن القول بإن التأهب الدائم لمواكبة مستجدات الاتصالات وتقنية المعلومات، وتوفير الدعم اللازم لضمان استمرار خدمات الاتصالت بذات الجودة والكفاءة المرجوة، والتقليل من الانقطاعات المفاجئة، والعمل على زيادة قدرة الشبكات للصمود أمام ضغط الاستخدام، ووضع خطط التطوير والتحديث، لا يتأتى إلا بتعاضد كل الجهات المختصة، وهذا يستدعي بطبيعة الحال فتح المجال لتبادل التجارب مع الأفراد وإشراكهم في وضع الخطط التطويريه، وفقاً للرؤى الوطنية وتطلعات وضع السلطنة في مصاف الدول المتقدمة.
إننا نطمح بحق إلى ايجاد وثيقة وطنية واضحة المعالم لإدارة التطبيقات الذكية والاتصالات بالسلطنة بشكلٍ عام، بما يواكب احتياجات المجتمع سواءً في حالات الشدة أو الرخاء، بحيث يتم تحديد المسؤوليات والواجبات، وأدوار الأطراف المقدمة للخدمة والأطراف المستفيدة منها كذلك.