الصحوة – المهندس أحمد بن إبراهيم النقبي
اعتدت أن امضي بعض أيام أغسطس في هذه الأرض الطيبة مستظلا بغيومها وأجوب سهولها وجبالها لأريح بصري هرباً وملجئاً من عناء أيام طوال قضيتها في العمل وبين الجدران وربما تحت أشعة الشمس الحارقة التي تشتد في هذه الأيام من العام.
هذا العام لم يكن استثناء بل كان رائعاً فالجمال في عروس السياحة ظفار يزداد بفضل ربي ويأبى إلا أن يتغلب على عقول البعض التي يبدو أنها عقمت أو تحجرت فلم تحرك ساكناً لإحاطة ذلك الجمال بما يشجع العالم على الاستمتاع به فالتجديد البشري حقيقة مخجلاً على المستوى المؤسسي فالعروس لابد لها من تجهيز.!
نعم الزائر هذا العام ربما لاحظ تحولاً جميلاً نتيجة الاجتهادات الشخصية التي قام بها بعض الأفراد في إضفاء بهجة على مساءات المحافظة وايجاد متنفساً للجسد بعد أن استمتعت الروح بنهار تلك المحافظة الجميلة فالأجساد تحتاج للغذاء المتنوع والمعد بطريقة رائعة راقية في مكان يعطيها شعورًا بالراحة والدفء والاسترخاء.
هذه الأماكن رأيناها هذا العام منتشرة بكثرة في صلالة وكم رجوت لو أن تنظيما مؤسسيا أضفى عليها تخطيطاً حضرياً مميزاً يلائم التوجهات الحديثة في أنسنة المدن والذي كان ميسرا كون أن المخططات بالمجمل حديثة والبنية التحتية لا تشكل عائقاً كبيرا في جعل صلالة نموذجاً حضرياً فريداً يجمع بين جمال الطبيعة وإبداع الإنسان لتتبوأ مكانتها اللائقة على خارطة السياحة العالمية ولا ضير من استهداف السياحة العائلية المحافظة التي تليق بنا أكثر وتتناسب مع قيمنا وثقافتنا.
متى تعمل العقول في مؤسساتنا لاستثمار مقومات الطبيعة التي لو أردنا التحدث عنها ووصفها لمن لم يزور المحافظة لما أسعفتنا الكلمات لوصف ذلك الجمال سوى بالقول عنه جنة الله على أرضه.
كم من التعليقات التي قرأتها على مشاهد وصور تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي التي أنكر فيها أصحابها حقيقة وجود أماكن كهذه في عمان بل وفي غيرها من البلدان مشدوهة ومندهشة بروعة المكان؟!
في المقابل تجد آلاف التغريدات والمنشورات التي يروج أصحابها سلباً عن افتقار هذه الأماكن لخدمات أساسية لا يتسع المجال لذكرها كي لا أسهم في تشويه جمال المكان وأخدش روعته وكي لا أفسد مشاهد المناظر التي تسلب الألباب والتي لا تزال عالقة في ذهني.
اوجه نداء مواطن محب غيور إلى المعنيين وهو ليس الأول ولا أظن بأنه سيكون الأخير “استكملوا جهاز العروس” اعقدوا الورش وأجروا العصف الذهني واستطلعوا الآراء وتقصّوا الأفكار أن عقمت عقولكم أو عجز مستشاريكم وأفلسوا لنعطي المكان حقه ونجمع بين جمال الطبيعة وإبداع الإنسان فعمان تستآهل وكذلك الأرواح والأجساد التي تبحث عن متنفس يزيل ما أصابها من نصب وتعب طوال العام وأرهقها الصيف بحرارته لتجد الهدوء والاسترخاء على أرض هذه الفاتنة الجميلة.
وأرض عمان كلها فتنة وجمال اجتمع فيها كل مقومات الجمال لتكون متفردة صانعة للسياحة بفضل من الله (شواطئ، جزر، خيران، جبال، كهوف، وديان، سهول وهضاب) وفوق ذلك كله والأهم إنسان عمان المضياف ذو الأخلاق والكرم فاي البلدان تروم لها منافسةً لو لقيت الاهتمام الجدير بها وبما حباها الله من روعة وجمال.