العمانية – تشارك السلطنة ممثلة في هيئة البيئة غدا دول العالم الاحتفال بيوم البيئة العربي 2021، تحت شعار ” النفايات الإلكترونية والكهربائية واقع وحلول” من خلال تنفيذ عدد من المبادرات الوطنية وبرامج التوعية بآثار النفايات الإلكترونية على الإنسان والبيئة ودور الفرد والمجتمع في الإدارة السليمة لهذه النفايات والتخلص الآمن منها.
ويركز هذا الحدث على أهمية إلقاء الضوء حول التخلص الآمن وإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية والكهربائية التي تتسارع بشكل مستمر في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا وزيادة منتجاتها وما تمثله من أضرار بيئية وصحية كبيرة في حالة عدم التخلص الآمن منها، ويؤكد هذا الشعار على أهمية التضامن العربي على كافة المستويات لمواجهة التحديات البيئية و خاصة التخلص السليم من النفايات الإلكترونية كافة، حرصا” على الاتجاه نحو مستقبل مستدام يضمن صحة الإنسان والبيئة بصفتهما من أهم محاور رؤية عُمان 2040 لضمان حماية الموارد الطبيعية واستخدامها بطريقة آمنة وسليمة، وحماية السكان من الآثار البيئية الضارة، إضافة الى إصدار القرار رقم 15/2021 الذي يعمل في شأن تنظيم تصدير النفايات ومن ضمنها النفايات الإلكترونية بالتعاون مع الإدارة العامة للجمارك بشأن تقييد وتشديد الرقابة على تصدير النفايات بأنواعها خاصة ذات القيمة الاقتصادية وتخصيص ملفات خطر لها.
وتُسهم الأجهزة الإلكترونية في تعديلات نوعية على سلوكيات المجتمع، سواء من الهواتف الذكية إلى الكمبيوترات وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الأخرى، حيث يتم اقتناء هذه المنتجات الإلكترونية المتغيرة باستمرار، والاستغناء عن الأجهزة القديمة والتخلص منها عشوائيا” في سلة المهملات، حيث أن هناك فائض سريع النمو من المخلفات الإلكترونية حول العالم نتيجة للتغيرات السريعة في التكنولوجيا والتي لا تكمن مشكلتها في كمياتها الهائلة والتخلص العشوائي منها وإنما في اتخاذ خطوات للإدارة السليمة لها، وإمكانية إعادة تدوير مكوناتها ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة، ويبلغ معدل امتلاك كل فرد في المجتمع ما بين 4 و 5 أجهزة إلكترونية على الأقل، والتي تتراوح أعمار بعضها كالكمبيوترات ما بين 4 و 6 سنوات ويتم استبدالها خلال سنوات قليلة. ويوضح تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن العالم يتخلص من ملايين الأطنان من الأجهزة الإلكترونية، معظمها أجهزة كمبيوتر وهواتف ذكية، وبزيادة 20% كل سنتين تقريبا” والذي يسهم في هدر مواد ثمينة مثل الذهب والنحاس والبلاتينيوم وغيرها، وهو ما يضاعف تكلفة اقتصادية للكلفة البيئية والصحية، وهذه التكلفة في الجانب الآخر تقع على الاستخراج المستمر لتلك المواد من ثروات الأرض واستخدامها في صناعة المنتجات الإلكترونية.
ويوضح تقرير لمنظمة الصحة العالمية مخاطر النفايات الإلكترونية على صحة الملايين وهو ما يدعو إلى أهمية اتخاذ المزيد من الإجراءات الفاعلة والملزمة للحماية من الأخطار المتزايدة التي تهدد الصحة والبيئة، وتوضح إحصاءات لمنظمة الصحة العالمية بأن هناك تزايدا للنفايات الإلكترونية بنسبة 21% في السنوات الخمس حتى عام 2019، من خلال توليد 53.6 مليون طن من النفايات الإلكترونية، وهناك تزايد مستمر في هذا النمو مع التوسع والتزايد في استخدام الحواسيب والهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، ولا يصل إلى مرافق إدارة النفايات أو إعادة تدويرها في العالم سوى 17.4% من النفايات الإلكترونية المنتجة في 2019.