سول – (أ ف ب – د ب أ): أعلن مستشار أمني كبير لرئيس كوريا الجنوبية «مون جاي ان» أمس أن زعيمي الكوريتين الشمالية والجنوبية اتفقا على عقد قمة في أواخر أبريل المقبل. وقال المستشار ويدعى تشونج إيوي يونج في تصريحات صحفية: إن المباحثات بين الكوريتين ستعقد في المنطقة الأمنية المشتركة منزوعة السلاح في بان مون جوم. وأضاف تشونج: إن الكوريتين اتفقتا أيضًا على إقامة «خط ساخن» بين زعيمي الدولتين، بغرض المساعدة على الحد من التوتر العسكري بينهما. وجاء هذا الإعلان بعد أن استقبل رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون وفدًا من كوريا الجنوبية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها كيم وفدًا يضم كبار المسؤولين من كوريا الجنوبية، وذلك منذ توليه منصبه عام 2011، وجاء هذا الوفد في أعقاب زيارة شقيقته كيم يو جونج لكوريا الجنوبية لحضور أولمبياد الألعاب الشتوية الذي استضافته الجارة الجنوبية الشهر الماضي.
وأوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن كيم «رحب بحرارة» بالوفد الجنوبي الذي سلمه رسالة من الرئيس مون جاي-إن، مشيرة إلى أن كيم بعد أن «استمع من المبعوث الخاص الجنوبي إلى رغبة الرئيس مون جاي-إن في عقد قمة، تبادل وجهات النظر ووافق على العرض». إلا أن سول سارعت إلى تأكيد عدم حصول أي اتفاق لعقد قمة ستكون الأولى من نوعها منذ عام 2007. وقال مسؤول من القصر الرئاسي «ليس اتفاقا، إنها محادثات»، مضيفا: إن الجانبين «تبادلا وجهات النظر بشكل ما» حول مسائل أخرى.
«الرفيق كيم»
واستمرت المحادثات بين كيم والوفد من الجنوب أكثر من أربع ساعات خصوصًا حول عشاء عمل بمقر حزب العمال في بيونج يانج. وأوضح الجنوب أنه سيتم إعلان تفاصيل الزيارة بعد عودة الوفد. وكرست صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب الحاكم صفحتها الأولى بالكامل للزيارة تحت عنوان «الرفيق كيم جونج أون يستقبل مبعوثين خاصين من رئيس الجنوب». وتظهر الصورة الرئيسية كيم والمسؤولين الخمسة في الوفد.
ونشرت الصحيفة سبع صور للمحادثات ومقالات اخرى في صفحات داخلية. وتبدو كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي جالسة الى يساره. وأتاحت الألعاب الأولمبية الشتوية التي انتهت في 25 فبراير، حصول تقارب ملحوظ بين الشمال والجنوب بعد سنتين من التوترات القوية المتصلة بالبرامج النووية والبالستية لكوريا الشمالية.
وكانت ذروة التقارب الكوري الشمالي، مجيء كيم يو جونج الشقيقة الصغرى لكيم جونج أون إلى الجنوب، في أول زيارة لعضو من العائلة الحاكمة في بيونج يانج منذ نهاية الحرب الكورية في 1953.
وقد سعى مون إلى الاستفادة من الألعاب الأولمبية لفتح الحوار بين الشمال وواشنطن، على أمل تخفيف التوترات حول الموضوع النووي. وسلمت كيم يو جونج، مون، دعوة من شقيقها للمشاركة في قمة في بيونج يانج.
نزع السلاح النووي
إلا أن الرئيس الكوري الجنوبي امتنع عن الرد على الفور موضحا انه لا بد أولا من توافر «الشروط» المناسبة للحوار.
وفي إشارة إلى التوازن غير السهل، شدد مون الثلاثاء أمام دفعة جديدة من الضباط على ضرورة الحوار مع الشمال لكن أيضا تعزيز التحالف مع واشنطن. وقال مون: «علينا التحادث مع الشمال حول نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية»، مضيفا لكن «علينا في الوقت نفسه تركيز جهودنا لتنمية قدراتنا على مواجهة التهديدات النووية والبالستية للشمال». وتابع: إن البعثة الدبلوماسية إلى الشمال دليل «على انه من الممكن التوصل إلى نزع السلاح النووي والسلام بجهودنا الخاصة»، مضيفا: إن علينا «تعزيز» الشراكة العسكرية مع واشنطن بشكل أكبر.
وأجرى الشمال العام الماضي أقوى تجربة نووية له حتى الان بالإضافة إلى تجارب لإطلاق صواريخ بعضها يمكن تزويده برؤوس نووية وقادر على بلوغ الأراضي الأمريكية. وتسممت الأجواء أيضا من جراء تبادل الإهانات الشخصية والتهديدات العنيفة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكيم. ووصف ترامب الزعيم الكوري الشمالي بأنه «رجل الصاروخ» أما كيم جونج أون فوصف الرئيس الامريكي بأنه «مريض عقليا».
واذا كان الشمال قد أبدى استعدادا لخوض حوار دون شروط مسبقة مع واشنطن، إلا أنه يصر على عدم التخلي عن أسلحته النووية والتي يقول إنها رادع للتهديد الأمريكي. وكرر البيت الأبيض القول إن على الشمال، قبل أن يبحث في إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، اتخاذ تدابير ملموسة أولا من اجل نزع السلاح النووي. ولم يعرف ما إذا تناولت المحادثات الكورية في بيونج يانج مسالة نزع السلاح النووي، وعلق مسؤول رفيع في القصر الرئاسي في سول لوكالة يونهاب «أتصور ذلك». ويضم الوفد الكوري الجنوبي خصوصًا رئيس الاستخبارات في الجنوب سوه هون ونائب وزير التوحيد تشون هاس سونج الذي تتولى وزارته الشؤون بين الكوريتين. ومن المفترض أن ينطلق الوفد الكوري الجنوبي إلى واشنطن لرفع تقرير باللقاء. وفرضت الولايات المتحدة للتو عقوبات جديدة من جانب واحد على الشمال، وهي الأقسى حتى اليوم، كما قال الرئيس ترامب.