الصحوة – العنود البطاشية
لطالما أثبت لنا الإنسان العماني منذ القدم براعته وإبداعه في شتى الفنون التشكيلية، فما إن لامست يداه عملا فنياً حتى صاغ منه شكلاً مذهلاً آسراً للناظرين، فالفن التشكيلي هو ترجمة للجمال عبر أشكال عدة بمهارة ودقة متناهية، ويبرز هذا الفن للعيان بأشكاله الأربعة المختلفة : التصوير، الرسم، الفن المعماري، والنحت.
صحيفة الصحوة العمانية أبدت شغفها بهذا الفن وحاورت الفنان التشكيلي المبدع عبدالكريم الرواحي حول “مجسم السمكة” الذي صممه برفقة صديقه يوسف الرواحي لصالح شركة بيئة، هذا المجسم الذي يحمل اللمسات الجمالية بدمج خامات البيئة الذي أخرج العمل متناسقاً وجميلا.
فكرة التصميم
ابتدأ الفنان عبد الكريم الرواحي بالفكرة العامة للمجسم: “فكرة مجسم السمكة هي فكرة توعوية بقالب فني، في إطار تغيير فلسفة مخاطبه الجمهور المعتادة عن طريق العبارات الإرشادية المعتادة مثل اللوحات الإرشادية، فنحن نفذنا هذه الفكرة لمخاطبة الجمهور عن طريق الفن.”
و أضاف قائلاً: “فكرة مجسم السمكة جاءت بأن تكون مجسم مُشكّل بخامات معاد تدويرها كانت ولا زالت دائمًا تعاني منها الشواطئ والحياة البحرية ككل”.
رسالة
و يقدم الرواحي وصديقه هذه الفكرة كرسالة مباشره ومبطنة بإن شواطئ العالم تعاني من التلوث من رمي النفايات بقصد أو بدون قصد سواء من مخلفات قوارب الصيد التي نجدها غالبًا من علب زيوت المحركات، فبعضها تدفعها الأمواج على الشاطئ؛ إلا أن بعضها تبقى في البحر فتتغذى الأسماك على هذه الآفات البلاستيكية وتتغذى على الزيوت؛ وهذا يؤدي إلى موتها و إن لم تمت ممكن أن ينتقل الضرر للإنسان عند أكله لها”.
الفن
الفن المستخدم في هذا العمل حسب قول عبد الكريم هو إعادة تدوير الخامات البيئية التي يستهلكها الإنسان، فقاما بإعادة تشكيل هذه الخامات لعمل مجسم السمكة الفني، وقال أنه كان تحديا صعبا لنا في انجاز هذا العمل، يتجلى في ضخامة العمل واختيار الخامات بدقة عالية، و أردف بقوله:” طبعاً هذا الفن هو كيف الفنان يجد من لا شيء .. شيء، بمعنى آخر كيف الفنان يوظف الخامة المستهلكة المتخلص منها في عمله وفكرته بحيث تكون في مصاف الجمال”.
اختيار الخامات
تم اختيار الخامات بعناية فائقة من الشواطئ العمانية مثل البلاستيك وخردة الحديد والشباك و الأنابيب البلاستيكية، فقاما بتجميع هذه الأدوات تحديداً يوصلوا رسالة إلى المجتمع أن” رمي هذه المخلفات هو ضرر للبيئة وتدمير للثروة البحرية”
وبيّن الفنان بقوله: “تم صنع هذا المجسم باستخدام قرابة 1000 علبة من علب زيوت محركات السيارات، و 170 أنبوبا، و 850 كجم من الخردة المعدنية التي تم تجميعها من البيئة المحلية تطبيقا لمبدأ إعادة الاستخدام لهذه المواد”.
أعمال أخرى
وقال الرواحي للصحوة أن لديه مجموعة أعمال ميدانية في السلطنة تختص بفن النحت على الرخام، وهناك أعمال على المستوى الإقليمي والدولي في البحرين وقطر و تونس والمغرب و أيضا في إيطاليا”.
مشاركات
ويقول الفنان عبد الكريم: “شاركت ف العديد من المعارض الفنية المحلية والدولية منذ عام 2009 ولا زلت مستمر والحمد لله في المشاركة. سأسرد بعض المشاركات والملتقيات والمعارض:
*سمبوزيوم مسقط الدولي للنحت والرسم 2012.
*مخيم النحاتين الدولي. سلطنة عُمان – صحار 2015 و 2016 و 2017 و 2018.
* سيمبوزيوم إيطاليا للنحت ( إيطاليا) 2019.
* ملتقى فن السكراب – سكراب آرت في قطر 2019.
* ملتقى التنصيبات العائمة في تونس 2019.
* ملتقى الحجارة السوداء في (جنوى-إيطاليا) 2018.
* سمبوزيوم الفنون التشكيلية الدولي للنحت في تونس 2018.
رسالة للفنان العماني
الرواحي: “يجب على الفنانين العمانيين أن يبادروا بأفكارهم و تصاميمهم، بمعنى ينظروا إلى الفضاء الموجود في السلطنة؛ فالطبيعة العمانية طبيعة ملهمه ذات تضاريس متنوعة، فيجب علينا كفنانين و نحاتين أن ننظر للعناصر الطبيعية و أن تلهمنا في عمل تصاميم لمنحوتات ميدانية” .
وأضاف الرواحي “عماننا تحتاج إلى مثل هذه الأعمال سواء من الرخام او إعادة تدوير بعض المواد وغيرها من الأعمال الميدانية و النحتية فممكن أن تكون على الساحات أو على الحدائق العامة الشوارع و أماكن كثير تسمح للنحات أو المصمم أن يعمل عليها”.
شركة بيئة
الفكرة هي شراكة مع شركة بيئة، هم أصحاب المبادرة، من هنا نشكر الشركة على ثقتهم بالفنان العماني،ولفت قائلاً: “دائماً الفنان العماني، إذا حصل الثقة والدعم والمبادرة من الشركات تجده حاضر بقوه وكما يقال قد الثقة”.