الصحوة – فاطمة المقبالية
لم يتبقى سوى أيام قليلة؛ حتى نعيش أجمل ثلاثين أو تسعة وعشرين يوما في السنة، نعم أنه شهر رمضان المبارك ذلك الشهر الكريم الذي تنزل فيه القرآن، وتصفد فيه أبواب الشيطان، وتفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، مستدلين بالحديث الشريف عن أبى هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين” (رواه البخاري ومسلم).
فهو شهر الصوم والطاعة والامتناع عن الأكل والشرب؛ كلا وبل على المسلم أن يمتنع عن المعاصي والمنكرات؛ ويتقرب إلى الله عز وجل.
ومن الآن على المسلم أن يوقظ نيته نحو التغيير إلى الأفضل، وأن يراجع نفسه، ماذا أسرف في الأيام الخالية؟ وأن يستعد له استعداد الغائب الحبيب. فهنيئا لمن يصمه، ويقم ليله، ويزور رحمه، ويكثر من تلاوة آيّه، ويجعل له وردا من الصدقة؛ فالصدقة تطفئ غضب الرب.
ولا ينسى تلك الليلة العظيمة ليلة القدر فهي خيرٌ من ألف شهر، فعليه أن يبادر بالدعاء، إذ دخلت العشر الأواخر، ويكثر من قول النبي الذي قاله لسيدة عائشة” اللهم أنك عفوا تحب العفو فاعف عني”.
وأوصيك أخي المسلم أخيرا بأن تجاهد نفسك على ترك المحرمات، وتجعل شهر رمضان وسيلة لا غاية؛ وسيلة نحو إصلاح النفس والعودة إلى الله؛ فذلك خير الطريق، والاقتداء بنهج الأنبياء والصحابة الأخيار، فرمضان مدرسة هنيئا لم أتقن دروسه، وتلذذ بسكينته حتى يقول كما قيل ” الليل أنس والنهار سكينة ليت الزمان كله رمضان”.