الصحوة – بلقيس الهنداسية
لطالما عرفت سلطنة عُمان منذ قديم الزمان بأراضيها الخصبة وسهولها الشاسعة؛ حيث يعتبر القطاع الزراعي من أهم وأبرز القطاعات الإنتاجية في السلطنة، واستطاع الإنسان العُماني إثبات أنه ذو علاقة ودودة مع هذه الأرض الرحبة؛ فالمزارع العماني لم يعتبر الزراعة مهنة فحسب بل أسلوب حياة، والمزارع رامي بن يحيى الهدابي صاحب مشاريع أرض السلام الذهبية أو صاحب “أكبر ملفوفة” كما عُرف مؤخراً في برامج التواصل الاجتماعي أحد الأمثلة الحقيقية على ذلك.
صحيفة الصحوة العمانية كانت بحوار خاص مع رامي الهدابي شغفاً منها لمعرفة تفاصيل عمق علاقته مع التربة الطيبة، ومبادرةً منها لدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة.
بداية استهل” الهدابي” الحديث عن بداياته في عالم الزراعة وقال :
بعد تخرجي من الجامعة ظننت أني سأعثر على عمل بكل سهولة، ولكن خابت توقعاتي وانتظرت لمدة طويلة، وبحكم أن والدي يمتلك مزرعة حينها خطرت ببالي فكرة أن أستغلها بما هو نافع، فبدأت برأس مال لايتجاوز العشرون ريالا وقمت آنذاك بزراعة بعض الثمار، وأول إنتاج كان الباذنجان والطماطم، وبعد رؤية النتيجة المرضية تطوّر شغفي وحبي لهذه المهنة؛ مما دفعني ذلك لتجربة أنواع أخرى من المحاصيل، وبفضل من الله نجحت بذلك. وفي عام ٢٠٠٧م وبفضل من الله تم توظيفي في القطاع الحكومي ولكن لم تقف وظيفتي حائلاً أمام ممارسة شغفي في مجال الزراعة.
وعن جهود رامي لتطوير مهنة الزراعة قال : كنت أسعى وأمضي بكل الطرق التي تدفعني لتطوير هذا المجال؛ فقمت بعمل شركة لتركيب البيوت المحمية للمنازل والمزارع، نعم في البداية كان هناك تخوّف وقلق من قبل الناس ولكن بعد النجاح والحمد لله لاقى المشروع إقبالا كبيرا.
وعند سؤالنا للهدابي عن دعم الجهات المعنية لمشروعه أجاب : لم يلاقي مشروعي مبادرات من هيئات وجهات مختصة، فجميع ما تم تحقيقه من نجاح هو مبادرات شخصية فقط، وأتمنى أن ألاقي تمويل ودعم من الجهات المعنية والمهتمة.
وفيما يختص بالصورة التي شهدت تفاعلاً كبيراً في برامج التواصل الاجتماعي “الملفوفة الكبيرة” علّق رامي على ذلك بقول : تلك الصورة أثارت شكوك أغلب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بوجود مواد كيميائية، لكن من باب الأمانة والمصداقية أجيب الجميع أني لم أضف لها أي مواد كيميائية فقط السماد العضوي، وهذا النوع من الملفوف معروف في جمهورية مصر العربية، ويستخدم غالبا في وجبة “المحشي” ومن هنا أقدم شكري لأشقائنا في مصر الذين وضّحوا للمتابعين حقيقة حجم هذا الملفوف أو مايسمى في مصر “الكرمب”وأرفقوا بعض الصور تأكيدا لذلك .
وبالنسبة لهذا النوع من الملفوف فهذه السنة الأولى التي قمت بزراعته فيها وشهدت عليه إقبالا كبيراً ؛ لذلك سأستمر بزراعته بإذن الله.
أما عن الاتجار بهذه المحاصيل الزراعية قال رامي الهدابي : إنني على تواصل وتعاون مع تجار وأصحاب مشاريع بيع الخضروات والفواكه منذ ١٠ سنوات وأنا أيضاً أقوم ببيع كمية من الخضروات أمام مزرعتي بأسعار أقل من أسعار محال الخضروات والفواكه ولله الحمد الإقبال كبير.
المزارع رامي الهدابي ذكر بتغريدة له عبر حسابه في منصة تويتر :” أطمح في جعل عمان خضراء بالزراعة المنزلية وبأسعار تنافسية وجودة عالية” فعند سؤالنا له عن فكرته في تحقيق ذلك رد مجيباً : أنا أطمح أن تكون عمان خضراء وذلك يتحقق في لو أن كل شخص في عُمان قام بزراعة أشجار مثمرة في بيته وحقق لنفسه الاكتفاء الذاتي.
وأخيراً عن الطموحات والخطط المستقبلية التي يأمل رامي تحقيقها أجاب : خطتي التي بدأت بها وأطمح أن أطورها هو توجيه الناس في الزراعة المنزلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي داخل المنزل، وكذلك لكي لا ترد أي شكوى من ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه في الأسواق.