الصحوة – الدكتور حمد بن ناصر السناوي
نشرت إحدى المواقع الإخبارية مؤخرا خبرا مفاده أن ٩٠٪ من إحدى الجنسيات الخليجية غير راضيات عن أشكالهن و أجسامهن بعد عمليات التجميل ، وهذا في رأئيي خبر غير سار لكل من المقبلات على إجراء مثل هذه العمليات ومراكز التجميل التي توفر مثل هذه العمليات دون النظر إلى البعد النفسي لرغبة الفتاة في عمل مثل هذه العمليات التي عادة ما تشمل شفط الدهون أو تجميل الأنف أو حقن الوجه بحقن البوتوكس والفيلر ونحت الجسم وغيرها من العمليات التي تستهلك من وقت الفرد وماله أيضا ، كما أن لبعض هذه العمليات آثار جانبيه قد تسبب تشويه للوجه و تتطلب عمليات آخرى لتصحيح ما أحدثته العمليات الأولى ، وهكذا يجد الفرد نفسه في دائرة البحث عن الجمال التي قد لا تنتهي.
و رغم أن الدراسة أعلاه تتحدث عن نسبة الإحباط من نتائج عمليات التحميل بين النساء فأن الخضوع لمثل هذه العمليات لم يعد مقتصرا على الفتيات بل شملت الشباب أيضا رغم وجود تغيير طفيف في نوعية العمليات لدى الشباب الذي قد يرغبون في عمليات لتكبير بعض الأعضاء أو تصغير الأنف أو إخفاء معالم التقدم بالعمر مثل تجاعيد الوجه وغيرها من علامات الشيب الذي كان يوما ما وقارا وليس عارا.
تشير العديد من النظريات التي تحاول تفسير هوس البعض في إجراء عمليات التجميل بكونه نتيجة لتأثير السوشيل ميديا التي تعرض صور المشاهير و نجوم السينما والناجحين الذين ربما يتمتع بعضهم بالجمال الطبيعي والبعض الاخر خضع لعمليات التجميل ، فيقوم عقل المتابع لا شعورياً بربط الجمال بالسعادة والنجاح والتفوق و يستنتج أنه لوأستطاع الحصول على شكل مشابه لهؤلاء سيحصل على النجاح ذاته ، بينما تشير نظريات أخرى الى أن من يسعى لمثل هذه العمليات يعاني من فقدان الثقة بالنفس الذي يجعله غير راضى عن الهيئة التي خلقه الله بها.
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل للجمال علاقة بالنجاح ؟ الإجابة ببساطه أن العلاقه وإن وجدت فهي غير مباشرة فالشخص الجميل لا يشترط أن يولد بمميزات معينه تمنحه أفضليه على غيره في النجاح لكن الجمال يجعل الاخرين يمنحونه فرص أكثر ، حتى ان بعض الدراسات النفسيه تشير بأن آباء الأطفال الجميلين يستثمرون أكثر في تربيتهم و تعليمهم و إكسابهم مهارات إضافيه تشعرهم بالثقة بالنفس ، هذه الثقة هي التي تمنحهم فرص أكبر للنجاح ، كذلك عند التقدم لبعض الوظائف تجد القائمين على مقابلات التقييم اكثر ميلا لتوظيف الشخص الجميل وحتى ولو كان هذا الميل لا شعوري .
ختاما ، الجمال منظومة متكاملة فالمنظر الجميل المقترن بالأخلاق السيئة لا فائدته منه وقد يجلب النحس لصاحبه .