الصحوة – محمد بن حمد المعولي
لست ممن يكترثون ويتابعون الداخلين للسلطنة ولا بمن يخرج منها فهناك جهات وأشخاص موكلين بذلك ولست ممن يتابع أو يستمع لمن يثيرون الرأي أو مختلفون في العقيدة أو النهج أو الفكر نظرا لإيماني بالعقيدة السمحاء ولقناعتي بها وطالما أن هولاء المحدثين لا يتعدون على حرية الآخرين ولا يحاولون فرض منهجهم على أحد فهم لا يزالوا في دائرة طرح فكرهم الخاص ومع ذلك فهم أيضا تحت نظر ومراقبة المختصين بذلك من عدة مؤسسات حكومية يناط بها متابعتهم أمثالهم لكي تضبط الحكومة سياستها وتفرض هيبتها سعيا منعا على بسط قوانينها على الجميع وحفاظا على المصلحة العامة وكفل الحريات للجميع.
كذلك لست ممن يزدري الخلائق سواء كانت بهائم أو غيرها من المخلوقات لإيماني أن الله هو خالق الخلق ومصورهم أجمعين فقد خلق سبحانه وتعالى ما يعجز الواصفون وصفه وما يفوق العادون عده من مخلوقات وكائنات مرئية وغير مرئية فأحسن صورهم فله الأمر كله وله الخلق كله.
ولكن مع موجة أخبار وصول هذا الرجل المثير للإستغراب والقادم الى أرضنا حاملا معه ما يحمل من معتقد وفكر مستنكر سبق وأن أطلقه على أقوام وجاليات من قبلنا سواء كانت صدقته أو رفضته فهو حقيقة مثار جدل وبحث، ولأنه وما لأقواله وفكره ومعتقده من أباطيل وافتراء وبهاتانا وجحودا يلحظها كل ذي عقل نظرا لمخالفتة للفطرة السوية التي فطر الله عليها البشر وبعدا عميقا عن المنهج السوي الذي وجهت به الأديان السماوية والرسالات التى جاء بها الأنبياء والرسل الكرام وآخرها رسالة النبي محمد المصطفى عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والرسل ازكى صلاة وأفضل تسليما والتى جاءت كلها متناسقة ومتناغمة حول عبادة إله واحد لا شريك له خالق الثقلين واليه جمعيا راجعون وهو المتصرف بعظمته بخلقه جميعا وبهذا الكون الواسع بما فيه من كواكب ومجرات وبحور وأنهار وأشجار ورمل وبما لا يحصى عددا ولا تحيط به الأقلام والمدد.
ولذلك ونتيجة لهذه المفارقات التى يحملها المدعو/ سادجورو الهندي المتطرف بفكره وعقيدته فقد وقفت مع من يقف ضد تواجده بيننا وفي مجتمعنا وذلك لعدة اسباب أهمها:
– أن الله سبحانه وتعالى وبفضل دعاء أفضل خلق الله سيد الأنبياء والمرسلين فقد طهر هذه التربة العمانية وجعلها خالية من الخبائث والنباتات السامة فهي أرض طيبة لا تنبت الإ طيبا.
– وجهنا الله سبحانه أننا اذا سمعنا بمن يستهزأ بآيات اللّٰهِ فلا يسعنا القعود معهم فضلا عن الإستماع اليهم بدليل عدد من آيات الله والتي جاءت في محكم كتابه العزيز منها:
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”.
“وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ”.
– كذلك تزخر عمان ولله الحمد والمنة بقامات عالية من أهل الدين والمفكرين والخبراء في الكيمياء والأحياء والتربة والأرصاد والفلك والفيزياء والطب والعلوم الأخرى فماذا عساه أن ياتي به هذا الرجل وهو بعيد عن ثقافتنا وأرضنا ولغتنا وفوق ذلك عقيدتنا ونهجنا.
وعليه ونظرا لما أثير حوله من شبهات من كثير من الباحثين والأدباء وما خالط حديثه من مغالطات سواء كانت تتعلق بعقيدته المنحرفة أو بفكره التي يبثه على الناس، يجعلنا نقف على كلمة واحدة وصف واحد حتى لا نخلط الأمور ببعضها ولا نلوث مسامعنا بأفكار عقيمة ومغلوطة قد تسبب شرخا في اذهاننا وأذهان الناشئة مع مرور الزمن ومع تراكم نشر مثل هذه السموم بين أفراد المجتمع وخاصة الناشئة منهم.
لهذه الأسباب كلها فإن نظرة المجتمع الواعي الحريص على الثوابت العمانية المعهودة ورفضه رفضا قاطعا حضور المذكور لهي نظرة ثاقبة ورأي صائب ولا يدخل تماما في ابواب تقييد حرية الرأي والخروج عن مبدأ التسامح بل تتجاوز جميع ذلك القيم، بل إنه يمكن أن يعد تحد صارخ من قبل المدعو سادجورو للذات الإلهية المنزهة والمقدسة عندنا فضلا عن الخروج عن المباديء الأخلاقية للدين والقيم الإنسانية التي هي عماد فكر الإنسان وقوامه وصلاحه .