تقرير – موزة الريامية
تحتفل دول العالم اليوم بـ “اليوم العالمي للشباب ” ، وهو يومٌ خصصته الأمم المتحدة للتوعية بأهم القضايا التي تُعنى بالشباب، وأبرز ما تشكّله تلك القضايا من تحديات سواء كانت ثقافية أو قانونية أو اجتماعية أو سياسية، وقد أقرّته في ديسمبر من عام 1999، وأُحتفل به أول مرة في 12 أغسطس عام 2000م.
و بحسب إحصائيات منظمة الأمم المتحدة ، يوجد حاليًّا 1.8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين ( 10 و 24) سنة في العالم، وهذا هو أكبر عدد من الشباب شهده العالم على الإطلاق، إلا أن 1 من كل 10 أطفال يعيش في مناطق الصراع و 24 مليون منهم لا يذهبون إلى المدارس. وأكدت المنظمة أن ذلك أدى إلى غياب الاستقرار السياسي، و تحديات سوق العمل والفضاءات المحدودة للمشاركة السياسية والمدنية أدت إلى زيادة عزلة الشباب في المجتمعات.
و تَقرّر أن يكون موضوع هذا العام حول “إتاحة مساحات مأمونة للشباب” ، نظرًا لحاجة الشباب إلى مساحات مأمونة حيث تمكنّهم من الاجتماع والمشاركة في الأنشطة التي تتعلق باحتياجاتهم ومصالحهم ورغباتهم المتنوعة، بالإضافة إلى المشاركة في عمليات القيادة و صنع القرار والتعبير عن أنفسهم بحرية بعيدًا عن الضغط السياسي أو الاجتماعي أو النفسي.
ومن أكثر القضايا التي تؤرّق الشباب في معظم المجتمعات بحسب ما تطرقت له الأمم المتحدة في سياقٍ سابق ، قضية حرية التعبير عن الرأي ، وحرية المشاركة في صنع القرارات وفقًا لما يتماشى مع احتياجات ومصالح الشباب ، وتعزيزًا لوجودهم وقيمتهم و نظرتهم للأمور والقضايا ، بالإضافة إلى ضرورة توفير البيئة الملائمة للنمو الجسدي و النفسي و المعرفي للشباب. وتجدُر الإشارة في هذا الإطار إلى أن برنامج “العمل العالمي للشباب” هو الخطوة التي خطتها الأمم المتحدة لتنمية الشباب من خلال إعطائها الأولوية لتوفير وإتاحة الأنشطة الترفيهية للشباب، وذلك كونها ضرورة وحاجة نفسية و جسدية ومعرفية للشباب، فضلاً عن إتاحتها الفرصة للشباب للانفتاح على المجتمعات و تبادل المعارف ، خاصةً لأؤلئك الشباب المهمَّشين أو من يُمارس عليهم العنف في البقاع النائية.
أما على المستوى المحلي ، فتشكّل فئة الشباب (من 18 إلى 29 سنة) في السلطنة ما نسبته (22.8)% ، من إجمالي السكان المواطنين، وفقًا لما أوضحته البيانات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات العام الفائت بمناسبة يوم الشباب العماني الذي يصادف (26 أكتوبر) من كل عام.
و بما أن النمو السكاني في السلطنة في تزايدٍ مستمر -بحسب نتائج الإحصائيات- على كل حال، فإن فئة الشباب تشهد نموًا عامًا بعد عام كذلك بطبيعة الحال، مما يجعل أبرز القضايا التي يواجه فيها الشباب العماني تحديات ولا يكادُ يجد منها مخرجًا ، قضية “الباحثين عن عمل” التي في كلّ مرةٍ تكون حاضرة في قائمة المواضيع الأكثر حديثًا في المؤتمرات والجلسات الحوارية التي تنظم من أجل مناقشة قضايا الشباب، و كذلك الحاضرة دائمًا في نقاشات الشباب على منصات التواصل الاجتماعي، ولعل أبرزها “تويتر” ، حيث يتصدر وسم “عمانيون بلا وظائف” حديث العمانيون في المنصة، تعبيرًا عن أزمة زيادة أعداد الباحثين عن عمل في كل عام ، ومعيقات العمل و ضعف التنسيق بين الجهات المختصة ، وطول فترة البحث عن عمل ، كما يتضمن كذلك تجارب لشباب واجهتهم صعوبات في سبيل الحصول على وظيفة أحلامهم، ولا ننسى الإشارة إلى مسألة العمالة الوافدة.
وفي هذا الإطار، أشارت إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن عدد الباحثين عن عمل حتى يوليو 2017 يتجاوز 50 ألف باحث عن عمل، من بينهم 28 ألف ممن يحملون شهادات جامعية.
كما توجد قضايا أخرى تشغل بال الشباب العماني مشكّلةً تحديات منها دعم وتبني الأفكار والمشاريع ماديًّا و معنويًا بشكلٍ يليقُ بها ، و تكريم الجهود والإنجازات كلاً بحسب ما قدمه ، بالإضافة إلى عدم تكافؤ الفرص في الإحتفاء بهذه الإنجازات و تقديمها للمجتمع إعلاميًّا.