الصحوة – عهود الجرادية
تعد ظاهرة الاختناق المروري ظاهرة عالمية تعاني منها الكثير من بلدان العالم، ومن أبرز العوامل المسببة في تفاقم هذه المشكلة المرورية هي كثافة الشاحنات الكبيرة في الطرق الرئيسية لاسيما في أوقات الذروة، كما تعاني معظم الطرق الرئيسية في سلطنة عُمان انتشارا واسعا للقواطر والشاحنات في كل الأوقات وخاصةً طرق مسقط والداخلية والباطنة؛ مما أدى إلى تضاعف معاناة سائقي المركبات الصغيرة والتأخر في إنجاز أعمالهم؛ بالرغم من أن شرطة عمان السلطانية سبق أن حددت أوقاتا معينة لمرور هذه الشاحنات؛ إلا أن زحمة السير الخانقة تزداد يوما بعد يوم، حيث أبدى مرتادوا الطرق استيائهم مناشدين الجهات المعنية بإيجاد الحلول التي تضمن انسيابية الحركة المرورية، والحضور المكثف للدوريات لرصد المخالفين وتطبيق العقوبات الصارمة عليهم.
ومن هذا المنطلق توجهت صحيفة “الصحوة” إلى بعض المواطنين واستطلاع آرائهم حول هذه المشكلة التي يعاني منها الجميع.
مشكلة متكررة
في البداية قال ماجد الرقادي موظف في القطاع الحكومي: ” تمثل ظاهرة مرورالشاحنات الثقيلة في أوقات الذروة معاناة يومية يعانيها الموظفين المتجهين إلى مقر عملهم والملتزمين بتوقيت محدد مقرون بالبصمة، مشيرا إلى أن هذا الأختناق المروري يتسبب في التأخر في الوصول إلى مقر العمل والتأثير سلبا على إلتزام الموظف بعمله. ويذكر الرقادي أنه موظف علاقات عامة ورئيس قسم استقبال وضيافة، ويصادف بشكل متكرر بطئ في حركة السير المرورية بسبب كثافة الشاحنات وضعه في مواقف محرجة والتأخر عن الاستقبالات الرسمية الصباحية. مطالبا بتوسيع الشوارع وتخصيص شوارع خاصة لمرور الشاحنات وتكثيف عدد رجال الأمن العاملين في الميدان لتنظيم حركة السير في كل الأوقات وبالأخص أوقات الذروة.
وضع لا يطاق
ويقول مثنى الحضرمي موظف في القطاع الخاص:” بحكم استخدام الطرق بشكل يومي؛ كثيراً ما نخوض هذه التجربة التي أصبحت لا تطاق؛ فأصبحنا نحتاج إلى ساعات إضافية للوصول إلى مقر عملنا وللعودة إلى منازلنا”. مؤكدا من انتشار واسع وملحوظ لمركبات المعدات الثقيلة “معدات الحفر وما شابه ذلك ” التي لاتزيد سرعتها عن 60 كيلومترات في الساعة في الطرق العامة فترة الصباح؛ مما يؤدي لى زيادة الاكتظاظ المروري وزيادة احتمالات الخطر ووقوع الحوادث المرورية، وبالتالي تعطل الحركة المرورية والتأخر في الوصول إلى مقر العمل. موجها النداء إلى مسؤولي المرور بتطبيق الإجراءات الصارمة التي تضمن الالتزام بالمواعيد المحددة لمرور الشاحنات في الطرق وخاصة التي لا تزيد سرعتها عن 60 كيلومترات في الساعة، ووضع لوحات إرشادية متعددة اللغات تنص على ضرورة تطبيق هذه التعليمات ومن يخالفها يطبق بحقه أشد العقوبات وسحب رخصة القيادة من أي سائق غير ملتزم ومخالف للقانون المروري.
قانون المرور
ومن جهته يتسائل الشرف المنذري، أين قانون المرور؟ لماذا لا يتم تطبيقه على المخالفين؟ بالرغم من وجود قانون يحدد مواعيد تحرك الشاحنات؛ إلا إننا نصادف بشكل يومي ومتكرر العديد من الشاحنات المنتشرة في الطرق الرئيسية تسير ببطئ قاتل مخلفة اختناق مروري. ويناشد “المنذري” سائقي الشاحنات ضرورة الالتزام بمواعيد الوقوف والعمل على التحرك خلال الأوقات المسموحة بها لتفادي المخالفات وتعزيز انسيابية حركة السير المرورية.
وتقول مزينة الحضرمية موظفة في القطاع الخاص: نخوض تجربة سلبية بوجود الشاحنات في أوقات الذروة وبالأخص أوقات الذهاب والإياب للعمل؛ حيث أن معظم سائقي الشاحنات الثقيلة غير ملتزمين بالقوانين المرورية ووصل بهم الأمر إلى التجاوز والدخول المفاجئ والخاطئ للمسار الآخر مما يتسبب في وقوع حوادث وتعريض حياة الآخرين للخطر.وتؤكد “الحضرمية” إلى أن التوعية والإرشاد عامل مهم جدا، وتقترح على أصحاب المصانع والشركات توعية سائقيهم بأهمية الالتزام بالقوانين والتعليمات المرورية.
مراقبة وتنظيم
من جانبه قال سيف الفارسي موظف في جهة خاصة: كوني من قاطني ولاية المضيبي وموقع عملي في مسقط فإني استخدم طريق الرسيل بدبد بشكل يومي، حيث يعاني هذا الطريق من ازدحام مروري مكثف وتعطل حركة السير بسبب الشاحنات، ويتضاعف هذا الاختناق في نهاية كل أسبوع فأصبح الأمر مزعجا ومقلقا جدا؛ بسبب ضياع ساعات طويلة من الوقت في الشوارع فالمشوار الذي يستغرق ساعة ونص يأخذ ضعف الوقت ويتسبب في تأخرنا للوصول إلى بيوتنا وأهالينا كل نهاية أسبوع. ويضيف “الفارسي”: هناك جهود تبذلها شرطة عمان السلطانية مشكورة للحد من الازدحام المروري وتعزيز السلامة المرورية من خلال نشر دوريات المهام على الطرق الرئيسية لمراقبة وتنظيم حركة السير ولكن ما زال هناك تهاون كبير وملاحظ من سائقي الشاحنات في الطرق وعدم التزامهم بتواقيت الحركة المسوح بها. واقترح “الفارسي” مضاعفة غرامة المخالفة المرورية على سبيل المثال في أول مخالفة 100 ر.ع ، والمخالفة الثانية 200 وهكذا، وعند تكرر المخالفة أكثر من 3 مرات تسحب رخصة القيادة.