الصحوة – محمد بن خميس الحسني
نعيش حياة تجلت فيها جميع المعاني من خير وشر، نتعايش معاها ونصارع بعضنا وكأننا في غابة، هناك من يأكد بأن الحياة غابة والغلبة لا تكون إلا للقوي ، والقوة هنا لها معاني عدة وجميعها تصب في مجال الإنتصار.
أن تنتصر على من تحب فهو إنجاز خاصة وأن كان المنتصر عليه قريب منك جدًا ( يفرح كثيرًا وكأنه منتصر في معركة ) ، دائما ما نجد لذة الإنتصار في النيل من القريب منا ، – إلا ما رحم ربي – حتى نصادق الحسد صداقة جما فهناك من يعشق الحسد عشقًا لا يضاهيه وصف.
صديق يتمنى زوال النعمة من صديقه بداعي أنه أفضل منه، يعرفه ويرافقه طوال الوقت وعن الضيق يضيع عنه في هيام الجب، عندها لا يجده ولو أستنجد بأحد، هناك من سينجده وفق شروط معينه أغلبها بها مصلحة.
أخت توكل زوجها ليتفاوض عنها في جلب حقها ، بحجة أن الزوج هو في المقدمة والأخ مجرد صلة رحم لا قيمة لها عندها، قيمة الأخوة عند البعض تساوي صفر على الشمال.
موظف متقن عمله بجد وإخلاص يسعى لمنصب ما يتفاجئ بمطبات تبقيه مدى الدهر على وظيفته والسبب أنه لا يتوافق مع المزاج أو بالروتين المعتاد غير مؤهل لوظيفة منصب جديد .
عجيب أمر هذا الروتين يختار في بعض الأحيان وفق أهواء من يحبه ، على الرغم من هناك مقابلات وأختبارات قبل الحصول على المنصب الجديد لأية وظيفة كانت إلا الوظائف العليا ، ربما يمشون على توصيات ، كل شئ جائز في المناصب.
المناصب لها ناسها على قول القائل، منذ توظفت وأنا ابحث عن آلية أختيار أولئك الناس وما زلت في قيد البحث.
نعالج ونربي أبنائنا بعد فوات الآوان بداعي الحرية في المقدمة، هناك من يحتار في تربية أبنائه بعدما علمهم جميع أساليب التربية والتعليم الحديث، إلا أن تربية النفس كانت في طي النسيان، وعندما أراد أن يستعيدها وجد أمامه جميع الطرق مسدودة.
همسة :
كم تمنيت أن تكون حياتنا تسير وفق جزء من أهواءنا فوجدت أن معظم أهوائنا لا ترتاح لنا، نفرح بنسمة هواء باردة لا تلبث بضعًا من الزمن وتتحول إلى نسمات حارقة، حتى الطبيعة أصبحت لا تحتملنا..
نساير وضع حياتنا بتفائل الحمدلله رب العالمين ما دمنا أحياء فالنفس حق لنا حتى وإن كان مصطنعًا،
نحس ونفزع لبعضنا البعض عند الأزمات وأن تكررت مرات عدة نقلل الفزع شئيـا فشئيا حتى نصل للمساعدات المحدودة.
نعم صحيح المصائب والأزمات لها وقت وليست بدائمة، مؤكد فاعلين عمل الخيــــــر كثيرون ورغم ذلك ومع تكرار طلبات المساعدات تلك الكثرة تفقد قيمتها، فأحيانا نقف عاجزين عن معرفة المستحق من عدمه بداعي أن الأغلبية بحاجة لمساعدة.
هناك مثل يقول كلنا نحب الزيادة ونغض البصر في أن هناك ناس أحق منا بالمساعدة.
البحث عن العمل واجب وطني والجميع يعمل به إلا أن هناك من يختبأ خلف الشجرة مغنيًا بعبارة ( الرزق يحب الخفية) ليتحصل على عمل مناسب له،
ودمتم بود