الصحوة – سُعاد بنت سرور البلوشية – عضوة جمعية الصحفيين العُمانية
أعلن مُؤخراً في احتفالية مميزة برعاية صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد، في مقر الجامعة الألمانية للتكنولوجيا بولاية السيب في سلطنة عُمان، وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة والمسؤولين، وجمع غفير من المهتمين بالتصميم والهندسة المعمارية، عن الفائزين بجائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري في دورتها الثانية، والتي تبنّت تصميم مشروع متحف التاريخ البحري، المؤمل تشييده في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، عن طريق وزارة التراث والسياحة.
ولا شك في أن النظرة السديدة والمديدة من تنفيذ هذه المبادرة، واضحة الرؤى والأهداف والخطط، تستدعي الوقوف على الكثير من الآمال المتعلقة بتطوير المحافظات والمدن في سلطنة عُمان، وبما يتماشى مع متطلبات الحياة العصرية، فضلاً عن تمكين الشباب وجعلهم أعضاء فاعلين في قرارات، تمس خطط التنمية والتحديث في ولاياتهم بشكل خاص وبلدهم بشكل عام.
فجائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، تحمل أبعاداً ذات معنى عميق غير قابل للتأويل، فهي فرصة للتعبير عن مكنون الأفكار الإبداعية لدى الشباب العُماني ذكورا كانوا أم إناث، والتي ما وجدت إلا لترى النور، وبما يتوافق مع شروط ومعايير الجائزة، ليضع أصحاب القرار من مختصين ومعنيين في بالهم، بأن الشباب العُماني وبما يمتلك من وعي وثقافة ومهارة، قادر في كل زمان ومكان على الابتكار، وعلى مواكبة التغييرات التي يشهدها العالم في مجال التصميم والهندسة المعمارية، وما المنافسة الشديدة التي شهدتها الجائزة في دورتها الأولى لتتبعها الثانية، والتجارب الثرية التي تقدم بها المشاركون، إلا خير دليل على أنهم بشكل جدي وواقعي، هم ربابنة الفكرة.
ولقد كشفت لجنة التقييم والتحكيم في كلمتها، عن عدد المشاركات التي تلقتها خلال فترة استقبال المقترحات للمنافسة على الجائزة، وجميعها أفكار تغييرية تتميز بروح التجديد والتطوير والشباب، وفي ذلك دروسا مستفادة، فبالتأمل في تلك الإسهامات تجد توظيفاً حقيقياً للعلوم والمعارف والمهارات التي يمتلكها الشباب العُماني، وبمتابعتي لتلك الأعمال والآراء، تكونت لدي ولدى غيري ممن اقترب واطلع على تفاصيل الجائزة، صورة ذهنية استشرافية برؤية عالمية لمستقبل المدن والمشاريع، في شتى بقاع سلطنة عُمان.
أقول هذا بعد أن شاهدت ملامح الفرح والسعادة والفخر في وجوه المتنافسين، ممن تمكنوا من الإتيان بأفكار قابلة للتطبيق والتحويل إلى مخططات واقعية، تُحاكي الاحتياجات الفعلية في استثمار الأراضي غير المستغلة، وتحويلها إلى وجهات سياحية ذات مرافق جذابة، تسهم في تحسين أسلوب الحياة، وتشجّع على تنافس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تقديم خدمات ترفيهية مستدامة، ليس هذا فقط، بل إن رؤية عُمان ٢٠٤٠ والتوجيهات السديدة والمباشرة من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد – حفظه الله ورعاه -، في إنشاء مناطق صديقة للبيئة ذات قيمة مضافة على الفرد والمجتمع، أولوية تسترعي انتباه جُل القاطنين على هذه الأرض الطيبة، بضرورة المبادرة والإسهام ولو بجزء يسير، في تحويل الفكرة إلى مخرجات وأعمال، تحمل في طياتها أصالة الفن والتصميم المعماري وعراقته، فلكل القائمين على هذه الجائزة وجميع المشاركين، خالص التقدير.